توقيت القاهرة المحلي 16:01:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جدل التعديلات الدستورية

  مصر اليوم -

جدل التعديلات الدستورية

بقلم : محمد إبراهيم

وصل قطار الحوار الوطني السوداني إلى محطته قبل الأخيرة "التعديلات الدستورية" التي تُمهد لتشكيل حكومة الوفاق الوطني المرتقبة الموكل إلىها صياغة دستور دائم للبلاد وإنهاء حال "الدساتير" المؤقتة التي أقعدت بالسودان طوال العقود الماضية منذ إستقلاله بحيث تأتي كل حكومة تُفصل دستورًا على حسب أهواءها ومعتقداتها لتمارس سياسة الإقصاء المتوارثة منذ الإستقلال خاصة في عهد الحكومات الديكتاتورية "الإنقلابية" التي لا تعترف بالآخر وتصف كل من يعارضها بأنه لايعدو غير كونه "عميلًا" أو "خائنًا" ويسعى لدمار الوطن، هي ذاتها الشعارات التي تُردد حإلىا من قبل حكومة "الإنقاذ" الحإلىة بعد أن استهلكت "27" عامًا برئاسة البشير نفسه ومنسوبيها يتطاولون بالبنيان ويكتنزون الأموال والشعب السوداني يزداد فقرًا في كل يوم تشرق فيه الشمس والأوضاع تتدحرج من سئ إلى أسوأ كحال "كرة الجليد" تتعاظم مع مرور الوقت.

وبعد أن وصلت البلاد إلى الحضيض وكل شئ تعطل ووصل الإنتاج إلى مرحلة الأصفار وانعدمت الصادرات وتعاظمت الواردت "بلغ السيل الزبى" والسودان يتآكل من أطرافه لينفصل الجنوب ويتحول إلى دولة فاشلة تُصيبه لعنة الدولة "الأم" ويمارس قادته الذين كانوا شركاء في حكومة الخرطوم ذات السياسات الإقصائية وتشتعل الحرب في دارفور بولاياتها الخمس وتمتد إلى المنطقتين ولايتي "النيل الأزرق وجنوب كردفان" وتجاز الميزانية كل عام ميزانية حرب فإلى متى تستمر هذه الأوضاع والمواطن بات لا يتحمل مزيدًا من الضغوط وفشل تجريب سياسات الحكومة.

وبعد "25" عامًا "ربع قرن من الزمان" اقتنعت حكومة "الإنقاذ" بفشلها وأن الأوضاع بهذه الطريقة لن تمضي والبلاد تُسرع إلى طريق الربيع العربي الذي يُحاصرها من الأطراف وتفاديًا لمصير تونس ومصر وليبيا وسوريا والدولة الوليدة "الجنوب" أطلقت "الإنقاذ" نداء الحوار الوطني لتُخرج البلاد إلى بر الأمان ومن ثم توالت تعهدات قادة الحزب الحاكم "المؤتمر الوطني" بأن الحوار "حقيقي" وليس صوريًا وسيؤدي إلى التحول الديمقراطي المنشود وانخراط عدد كبير من الأحزاب والحركات المُسلحة فيما ابتعد من جربوا "المؤتمر الوطني" أكثر من مرة وخبروا ألاعيبه وسياساته التي تهدف فقط لإطالة بقائه في كرسي السلطة، ورغم ذلك استبشر الكثيرون بالخطوة ولكنها اتضحت على حقيقتها حاليًا بعد أن وصلت التعديلات وأجازها البرلمان وفعلت فيها ما فعلت "اللجنة الطارئة للتعديلات الدستورية" برئاسة القيادية في الحزب الحاكم بدرية سليمان، وفي مرحلة العرض الثاني السمات العامة أوضحت رئيسة اللجنة أن التعديلات اقتضت تعديلًا في عدد من المواد أضافت لرئيس الجمهورية سلطات جديدة؟ .. كيف يستقيم ذلك وهل التعديلات يجب أن تُحد من صلاحيات الرئيس أم تمنحه مزيدًا من السُلطة، حيث منحت السلطات الجديدة رئيس الجمهورية حق تعيين وإعفاء رئيس مجلس الوزراء، إلى جانب سلطات أخرى، والشئ الجديد في كل هذه "الهيلمانه" أنّ التعديلات اعتمدت اسم حكومة "الوفاق الوطني" للحكومة التي تتولى إدارة البلاد وكأن مشكلة السودان في تغيير اسم الحكومة ومازالت الأوضاع هي هي بل أسوأ، فالمعتقلات ملئية بالسياسيين والصحف تُصادر كل صباح فإلى متى؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جدل التعديلات الدستورية جدل التعديلات الدستورية



GMT 16:18 2023 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 16:33 2022 الأحد ,13 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 13:32 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 22:28 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 21:23 2019 السبت ,08 حزيران / يونيو

الثانوية الكابوسية.. الموت قلقا

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon