بقلم - أكرم علي
يبدو أن الفترة المقبلة ستشهد مرحلة جديدة من التوافق المصري الأمريكي بعد التوتر الذي شهدته العلاقات على مدار السنوات الماضية وخاصة عقب ثورة 30 يونيو التي أزاحت حكم جماعة "الإخوان" المسلمين، وستكون العلاقات الفترة المقبلة أكثر دفئًا بين القاهرة وواشنطن.
الإعلام الأمريكي يرى أن زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى واشنطن تعد زيارة تاريخية وهامة، خاصة أن المسؤولين في إدارة ترامب أشادوا بخطاب السيسي الذي حث فيه رجال الدين على مكافحة التطرف، وأضاف أنهم يشاركونه الرأي في أن جماعة الإخوان المسلمين "منظمة إرهابية".
وأعتقد أن زيارة السيسي إلى البيت الأبيض ستعمل على زيادة الزخم الإيجابي للعلاقات بين مصر وأمريكا الفترة المقبلة وسوف تؤسس لشراكة استراتيجية جديدة في كافة المجالات سواء العسكرية أو الاقتصادية والاستثمارية أيضًا.
ولعل قضية مكافحة الإرهاب ستكون على رأس المحادثات التي ستجري بين الرئيسين المصري والأمريكي في البيت الأبيض، حيث تعد محاربة الإرهاب أولوية لكل من الزعيمين وأن التعامل مع قضايا المنطقة سوف تشهد تغيرات أيضًا خلال الأيام المقبلة، وهناك توافقًا بشأن القضايا الأمنية بين القاهرة وواشنطن، مع إمكانية انشاء تحالف إقليمي.
الجميع تحدَّث عن وجود محاور على طاولة المباحثات بين الزعيمين وهي تأمين الدعم الأمريكي لمصالح مصر في مجال مكافحة الإرهاب، والضغط على الولايات المتحدة لتسمية الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية، وتعزيز برنامج الإصلاح الاقتصادي في مصر، إضافة إلى تقديم مصر كقوة إقليمية رائدة، وربما ينجح الرئيس السيسي في تنفيذ هذه المطالب ولكن الخلاف سيكون حاضرًا على مسار التعامل مع القضية الفلسطينية.
الموقف الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية يبدو مختلفًا مع رأي الإدارة المصرية التي تسعى لحل الدولتين ومن الصعب أن يتم التأثير على الرأي الأمريكي المتمسك بحل السلام ولكنه يريد اتخاذ خطوات تبدو معرقلة لتنفيذ عملية السلام وعلى رأسها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ولكن الموقف لا يزال غامضًا بدون تحديد الموقف الرسمي من القضية الفلسطينية حتى الآن.