التفاؤل…الذي يجدد الأمل ويعمّق الفكر والثقة بالنفس, ويحفز على العمل ويدفع إلى النجاح, هو الإلهام الذي نلتقط منه صور الجمال, فينطلق من خلاله عنان التأمل والأحلام … هو التحدي مع النفس لإطلاق الطاقات والمواهب الدفينة… التفاؤل ببساطة, مرآة الحياة, التي تعكس سلوكنا ورؤيتنا للأمور…ليس هناك أقوى من سلاح الفكر الإيجابي لمحاربة الأفكار السلبية والسوداوية, واقتناص المواقف الأكثر إيجابية.
التفكير السلبي شبح مخيف يطارد صاحبه, فيطوّقه بالوهم, ويجعله أسير الحبوب المهدئة, ويضعه تحت سيطرة الألم النفسي والجسدي, ويشعره بعدم الرضى, ويسلبه القناعة, فتخيم عليه ظلال التعاسة فيتوقع الأسوأ, ويرى الجمال قبحاً, والنجاح فشلاً, والغنى فقراً, والنعيم بؤساً, وسعة العيش حرماناً.
ونجد صاحب التفكير السلبي لا يتوقف عن الشكوى من الحياة وضيق العيش ورثاء النفس, كما يسعى جاهداً إلى اجتلاب الشعور نحوه بالشفقة من خلال تركيزه على تجاربه الفاشلة وسوداوية عيشه, ومع مرور الوقت ينفر منه من حوله وتضيق بوجوده النفوس.
والشعور بالألم والوجع ليس بالضرورة أن يكونا حالة مرضية, قد تسببها الأفكار السلبية وانتظار الأسوأ وتوقعه. فنحن, أحياناً, نقابل أشخاصاً قد يشعرون بالمرض والتعب, بمجرد سماعهم شكوى شخص مريض…!!
التفاؤل يحمل بين ثناياه باقات الأمل, ويفتح طاقات النور, ويعزز الرغبة في الحياة, ويجعل العالم مكان أفضل, فيضيء شعاع نور نفوسنا … والإيجابية تعلمنا كيف نحب أنفسنا…وحبنا لأنفسنا يمنحنا القدرة على حب الناس. ومشكلاتنا التي نواجهها لا تكمن بما يحدث معنا, بل كيفية مواجهتها, وطريقة التعامل معها ومدى سماحنا لها بالتأثير فينا.
والطاقة الإيجابية, التي تولّد فينا التفاؤل تكمن في الابتسامة, التي لها مفعول السحر, فتخلصنا من قلقنا واضطرابنا, وتحمينا من الأمراض وتشعرنا بالراحة وترفع من معنوياتنا, وتضفي على وجوهنا جمالاً وصفاءً وشباباً وحيوية؛ بالابتسامة تشعّ وجوهنا وتشرق جباهنا, فتضيء وجوه من حولنا.
أحببت مع إطلالة العام الهجرى الجديد أن ننسج معاً من خيوط الشمس الذهبية, حروف الحب والحلم والأمل, كي نتوغل في أعماقنا ونغني أجمل معانينا, ونجعل من الماضي دعوة حرّة إلى الغد…ونبدأ من جديد مع فجر كل فجرٍ جديد.