القاهرة - أكرم علي
لم أتصور تعاطف البعض مع إعدام الإرهابي عادل حبارة، المتهم بقتل الجنود في سيناء قبل عدة أعوام، ولم أتخيل أن يظهر هذا التعاطف من قبل عناصر "الإخوان" خصوصًا، وبعض الناشطين، دون أن يراعوا القانون والدين نفسه، الذي قضى بالقصاص، كيف لإرهابي ارتكب جرائم مثل التي قام بها أن لا يلقى أي عقاب رادع لمن يفكر لحظة في ممارسة تلك الأعمال الإرهابية الشنيعة؟
أعتقد أن تعاطف أنصار جماعة الإخوان مع عادل حبارة، عقب تنفيذ حكم الإعدام بحقه، يعود لحالة الخوف التي انتابت أنصار الجماعة من أن يتم تنفيذ أحكام الإعدام على عدد من قياداتهم، الذين أدينوا بارتكاب أعمال عنف وقتل خلال الفترة الماضية، وصدر ضدهم أحكام، والخوف من تلك اللحظة الرادعة، وإن التعاطف ورفض إعدام الإرهابي "حبارة" يعود أيضا إلى اعتياد جماعة "الإخوان"، منذ ثلاث سنوات، على التشكيك فى صحة ونزاهة الأحكام الصادرة، وبالتالي التشكيك فى نزاهة القضاء، وأن صدور حكم الإعدام وتأييده مثار شك، وهو ما يعد تفسيرًا لهذا التعاطف.
كما أن أنصار "الإخوان" يرون أن النظام الذى يحكم البلاد الآن يناصب الإسلامين والمعارضين العداء، وأن الإرهابي عادل حبارة، من وجهة نظرهم، معارض تم إعدامه، مستبعدين تمامًا اعترافه بالقتل العمد، وتسجيل صوته في التحدث إلى قيادات "ولاية سيناء"، والاعتراف بقتل جنود سيناء.
الغريب في الأمر أن فكرة إصدار "الإخوان" بيانًا رسميًا تعرب فيه عن حزنها لإعدام عادل حبارة يعنى أن "حبارة" هو أحد رجال الجماعة، وأن جماعة "الإخوان" حاولت بشكل أو بآخر، من خلال هذه البيان، مغازلة التنظيمات الإرهابية الموجود فى سيناء لتشعل الحرب مع النظام الحالي، وهم لا يستحقوا الحياة، بعد تورطهم في التحريض على العنف والقتل والتخريب ضد مؤسسات الدولة، خاصة بعد اعتراف "حبارة" بقتل الجنود في سيناء.
الدلائل جميعها تؤكد تورط "حبارة" في قتل الجنود في سيناء، وهناك تسجيلات صوتية أثبت تورطه فى ارتكاب الجريمة، وبالتالي لا يوجد مبرر يدفع "الإخوان" للتباكي على تنفيذ حكم الإعدام ضده، وهذا الأمر يؤكد أن "الإخوان" أصبحت المحرك الرئيسي لحركات العنف.