بقلم : جمال علم الدين
بالرغم من غلاء الأسعار والارتفاع الجنوني في السلع كافة، إلا أنك تجد المصري هو الوحيد الذي يتحمل الأزمات وهو صابر إذا كان هذا الأمر يحفظ وطنه واستقراره. "فولي" أشهر بائع طعمية كان طريقي الوحيد يجعلني مضطرًا للمرور على "فولي" أشتم رائحة الطعمية وهي تتراقص فيا يسمونه "طبس" المملوء بالزيت وتتنافس الناس على الفورط "بقرطاص" الطعمية ويتمايل فولي يمينًا ويسارًا وكأنه يغرد في سرب منفرد أرى هذا المنظر يوميًا وأشتم الرائحة صباحًا والأيدي تتشابك مع بعضها ممتدة إلى "فولي" حتى أنني أرى من فاز بطعمية "فولي" لم ينتظر الوصول إلى البيت بالطعمية فإنه أمام رائحتها التي لا يقاومها يأكلها وهو ذاهب إلى منزله وأولاده.
أردت من خلال السياق السابق أن الشعب المصري كم هو صبور وصامد مع الأحداث سواء الاقتصادية أو السياسية التي يمر بها الوطن لا يتذمر ولا يعطي الفرصة للمتربصين بمصر أن يستغل الوضع الاقتصادي الحالي وغلاء الأسعار ليثور ضد وطنه ورئيسه فهو الشعب الذي تحمل الكثير والكثير عبر قرون مضت.
وكعادة الرئيس السيسي استطاع أن يجذب حوله ملايين المصريين لمشاركته في مصير الوطن وهذا ليس بغريب عليه لأنه دخل في قلوب المصريين من خلال مواقفه الشجاعة والصامدة أمام كل التحديات التي كانت تواجهه؛ لكن عليه بالحذر من كل مُتربص به، وأن تقوم الحكومة بحماية المواطن المصري من جشع التجار حتى يحدث التوازن المطلوب وحتى تعبر مصر إلى بر الأمان بسواعد وإخلاص أبنائها الشرفاء.
وأن يلبي رجال الأعمال الذين استفادوا كثيرًا من خيرات هذا الوطن ويحاولون رد الجميل له بمساعدتهم في تحسين اقتصاد مصر وإنعاشه مرة أخرى من أجل إقامة مشروعات تنموية الهدف منها تشغيل القوى الشبابية واستغلال طاقتهم وابتكاراتهم في النهوض بالوطن.