وفاء لطفي
"ثورة دي ولا انقلاب؟"، سؤال عادة ما يوجه لأي أحداث احتجاجية، خاصة إن كانت على الحاكم أو نظام الدولة، فالثورة في رأيي تبدأ من احتجاج الشعب على الحكم تحت حماية الجيش، أما الإنقلاب فيبدأ من احتاج الجيش على الحكم بموافقة أو عدم موافقة الشعب.
الفرق بين التعريفين ينطبق تمام على ما حدث في مصر وتركيا، ففي مصر قامت ثورة الشعب واشتعلت تظاهراته ضد الرئيس الإخواني محمد مرسي العياط، ثم أعقب ذلك حماية الجيش لثورة الشعب بمباركة كل مؤسسات الدولة.
أما في تركيا، قام فصيل من الجيش بالانقلاب على الرئيس رجب طيب أردوغان، إلا أن الشعب ومؤسسات الدولة وقفوا صفا واحدا ضد الجيش معلنين مساندتهم للرئيس أردوغان.
وحين نبحث عن العنصر المشترك ما بين ثورة مصر وانقلاب تركيا، سنجده جليا واضحا وهو "الشعب"، فكلمة الشعب في الحالتين هي من علت، سواء في رفضه الانقلاب على الرئيس التركي ما أدى لفشل الانقلاب بسبب مساندة الشعب لأردوغان، أو ثورته على الرئيس الإخواني الذي تم عزله بناء على رغبة الشعب، فالانتصار كان للشعب في الحالتين.