هنالكَ الكثيرُ مِن القضايا العلميةِ المنطقيةِ التي نجدُ لهَا مَثِلاتٍ في عالَمِ السياسةِ وإدارةِ البلادِ, وإنَّ إستيعابَ هذهِ الدروسِ العلميةِ يَستتبعُ فِهمُهَا فَهْمَ الكثيرِ مِن الدقائقِ واللطائفِ السياسيةِ, التي بِموجَبِهَا يُوصفُ الفردُ أنَّهُ فَطْحلٌ أو جَهْبَذٌ أو صِنْديدٌ في إدارةِ البلادِ وسوسةِ أمرِ العبادِ ...
ومِثالُ ذلكَ :
النقيضانُ أمرانِ وجودي وعدمي, لا يرتفعانِ ولا يجتمعانِ أبداً, فيكونُ الأمرُ دائراً بينَهُمَا حقيقةً ووصفاً, فقولنَا للجبلِ أنهُ ليسَ بطيرٍ, وقولُنَا للطيرِ أنهُ ليسَ بجبلٍ, وهذا هو تمامُ الحقيقةِ, فالأمرُ دائرٌ بينَ الشيءِ واللاشيءِ, كما أنَّ الطيرُ إما أنهُ جبلٌ أو ليسَ بجبلٍ ...
إذا فَهَمْنَا هذهِ الحقيقةِ العلميةِ البسيطةِ, صرنا على علمٍ تامٍ بالمُرادِ مِن العنوانِ !!!
فالأمرُ التركي بينَ أمرينِ لا ثالثَ لَهُمَا, لا يُمكنُ الجمعُ بينَهُمَا ولا يُمكن التخلي عنهُمَا أبداً وفي أيِّ حالٍ مِن الأحوالِ, إما أن تذهبَ بإتجاهِ التقاربِ مَعَ روسيا, أو تتبعَ السياسةِ الأميركيةِ وتسيرَ في فَلَكِهَا, وإنَّ إختيارَ أحدِ الأمرينِ, في نِهايةِ الدولةِ التركيةِ مِن خلالِ إقحامِهَا في الستراتيجيةِ المُتبعةِ في المنطقةِ, فلكلِّ طرفٍ سياسةٌ يرى إسقاطَ إحداثياتِهَا على خارطةِ المنطقةِ, والتبني لأحدِ المشروعينِ هو إذنٌ بزجِ النفسِ في تطبيقِ تلكَ السياسةِ على حسابِ الوجودِ والإستقرارِ الأمني !!!
وإنَّ هذهِ المُفارقةِ بينَ الخيارينِ وصعوبةِ التخيرِ بينَهُمَا, يجعلُ التواجدَ التركي على مفترقِ طريقينِ بينَهُمَا زاويةٌ تامةُ الإنفراجِ, بحيثُ السيرُ بأحدِ الطريقينِ يستتبعُ تركِ الآخرِ تماماً, ولا مجالَ للجمعِ بينَهُمَا !!!
فَمَثَلاً : إنَّ سياسةِ أميركا في المنطقةِ هدفُهَا إنهاءُ كلِّ التواجدِ الروسي المُحتملِ في المستقبلِ البعيدِ, فالتحركُ الأميركي مَبنيٌ على سيناريوهاتٍ مُعدةٍ مُسبقاً ولو بالطريقةِ الهوليوديةِ الفنيةِ, وهدفُ هذا التحركِ هو سدُ كلِّ الثغراتِ الأمنيةِ في العالَمِ أمامَ الهجمةِ المحتملةِ الإستباقيةِ لروسيا الإتحاديةِ, وهذا السيناريو لم يَكن وليدَ اليومِ أو الساعةِ, بل عُملَ على تنفيذهِ أميركياً وغربياً بعدَ إنتهاءِ الحربِ العالميةِ الثانيةِ مباشرةً عامِ 1945, وبُعَيدَ إستعمالِ القنبلةِ النوويةِ لأولِ مرةٍ في الولايتينِ اليابانيتينِ هورشيما وكاوازاكي, وإحتمالِ إمتلاكِ الروسِ سريعاً لهَذا السلاحِ الفتاكِ في مَطلعِ العقدِ المُقبلِ مِن إستخدامِهِمَا ...
وبالتالي أنَّ الهدفَ الأميركي جاءَ لإنهاءِ هذا التواجدِ وسدِ الثغرةِ الأمنيةِ القوميةِ بشكلٍ نهائي والى الأبدِ ...
وهذا لا يعني أنَّ الجانبَ الروسي سوفَ يتخلى عن طموحاتهِ العسكريةِ قبالَ التقدمِ الأميركي على حسابِ الثغراتِ, بل سيسعى جاهداً ويتسابقُ حثيثاً الى أن يملأ ويتواجدَ في ثغراتِ لم تَمتدْ إليهَا الأذرعُ الأميركيةِ بعدُ, وهذا التسابقُ يأتي على حسابِ القوةِ القتصاديةِ وتشكيلِ الأحلافِ في المَنطقةِ التي تتواجدُ بهَا هذهِ الثغراتِ والتي تُمكن الروسِ لإمتلاكِ زمامِ المبادرةِ في الهجومِ ولو كردِ فعلٍ مستقبلاً ...
لذا سعتْ الإدارةُ الأميركيةُ الى إنهاءِ أكبرِ حلفينِ شَكَلَتُهُمَا روسيا الإتحاديةِ عبرَ التأريخِ, وهمَا #حلفُ_الإتحادِ_السوفيت ي الذي تَشَكَلَ عامَ 1922, أي بعدَ إنتهاءِ الحربِ العالميةِ الأولى عامِ 1918, والذي ضمَ خمسَ عشرةَ دولةً جلَّهَا مِن آسيا, و #حلفُ_وارسو الذي تشكلَ عامِ 1955, أي بعدَ الحربِ العالميةِ الثانيةِ التي أنتهتْ في عامِ 1949, والذي ضَمَ ثمانِ دولٍ أغلبَهَا مِن أوربا الشرقيةِ والوسطى ...
وهذانِ الحلفانِ تَشكلا مِن قبلِ الروسِ بعدَ الحربينِ العالميتينِ, والهدفُ مِن تشكيلِهِمَا هو الردعُ ضِدَ القوى الغربيةِ والتي إنتهتْ بتشكيلِ الناتو عامِ 1949 ...
وبعدَ إنتهاءِ هذينِ الحلفينِ في سنةٍ واحدةٍ عامِ 1991, لم تَستطعْ روسيا أن تُشكلَ حلفاً جديداً الى هذهِ اللحظةِ, أللهم إلا إذا إعتبرنَا -تهكماً- أنَّ الحلفَ الرباعي الأخيرَ هو أولُ حلفٍ لهُم بعدَ إنهيارِ الحلفينِ وارسو والسوفيتي, وأقصدُ بالرباعي (روسيا, إيران, عراق, سوريا) الذي تشكلَ عامِ 2015 في العراقِ بعدَ سقوطِ ثلثي العراقِ بيدِ تنظيمِ الدولةِ -داعش- !!!
ولإثباتِ أنَّ الولاياتِ المتحدةِ إعتمدتْ سيناريو سَدِ الثغراتِ الأمنيةِ والقوميةِ, أنَّهَا ضَمتْ الى حِلْفِهَا أغلبَ الدولِ الأوربيةِ التي خرجتْ مِن الإتحادينِ وارسو والسوفيتي, وهذا الضَمُ كلُّهُ لإلغاءِ إحتماليةِ تَشكيلِ تحالفاتٍ مماثلةٍ في المُستقبلِ القريبِ !!!
#وهنَا :
وقعتْ الدولةُ التركيةُ بينَ طموحينِ إثنينِ, بينَ طموحِ أميركا الراغبةِ في إنهاءِ السيناريو الأخيرِ لإنهيارِ #إمبراطويتِهَا_العا لميةِ_غيرِ_المُعْلَنَةِ, وذلكَ مِن خلالِ التواجدِ الروسي وتبيضِ مخازنهِ مِن الأسلحةِ النوويةِ وبشكلٍ كاملٍ, وبينَ طموحِ روسيا الإتحاديةِ الراغبةِ فقط وفقط بالبقاءِ على تراثِ عظمةِ الإتحادِ السوفيتي, وإستشعارِهَا بأنَّهَا مِن الدولِ العظمى الى هذهِ اللحظةِ !!!
وهذا التنناقضُ بينَ الخيارينِ رأينَاهُمَا رؤيا العينِ في العامِ الحالي والعامِ المنصرمِ, حيثُ بِمجردِ أن حاولتْ تركيا أن تلعبَ الدورَ الحارسِ على المنطقةِ, وأنَّهَا إستشعرتْ أنَّهَا بوابةُ الناتو في القارةِ الآسيويةِ التي تُنفذُ أيَّ خيارٍ لِصالِحِهَا, بحيثُ تمادتْ بهذا الشعورِ الجَمْوحِ وأسقطتْ الطائرةِ الروسيا #سو_24التي إخترقتْ أجوائَهَا, حتى أصبحتْ تركيا بعدَ ذلكَ مَكَباً للمُفَخَخَاتِ والإنتحاريينَ وعلى مَدارِ الساعةِ اليوميةِ, بل ولا يَعزبُ أيُّ هدفٍ أمامَ الهجماتِ الإرهابيةِ مهمَا كانَ مُحصَناً وأمنياً, بل ومَهْمَا كانَ داخلاً في الأمنِ القومي التركي, كلُّهَا صارتْ أهدافاً للمخابراتِ الروسيا !!!
بحيثُ وصلَ الحالُ عندَ الحكومةِ التركيةِ ورئيسِهَا رجبِ طيبِ أوردوغانَ الى فقدانِ الحقيقي لأمنِ البلادِ والسيطرةِ عليهِ الى حدِ الخوفِ مِن الإنهيارِ, وحقاً أنَّ الرئيسَ أوردوغانَ عاشَ أمرينِ مُتناقضينِ جداً, هما : نشوةُ النصرِ بإسقاطِ الطائرةِ الروسيا سو24, وأنَّهُ قابَ قوسينِ أو أدنى مِن تَزَعُمِ الحلفِ في القارةِ الآسيويةِ, وبينَ إنهيارِ الكرامةِ والهيبةِ التركيةِ أمامَ الهجماتِ الإرهابيةِ التي توالتْ بعدَ سقوطِ الطائرةِ الروسيا !!!
و هذا ما بيناهُ سابقاً في مقالنَا الموسومِ : #الغضبُ_الأميركي_والتحركُ _الاوربي, حيثُ بينَا أنَّ : (فأنَّنَا صرنَا على علمٍ ويقينٍ بأنَّ ما يحصلُ في الدولِ الأوربيةِ مِن عملياتٍ إرهابيةٍ, فهي نتاجُ تحركاتٍ إستخباريةٍ روسيةٍ فيهَا, وبالتالي أنَّ أمامَ الأوربيينَ هدفاً واحداً هو إنهاءُ الإرهابِ في منطقةِ الشرقِ الأوسطِ بأسرعِ ما يُمكن, لأنَّ إنهاءَ الصراعِ في المنطقةِ سوفَ يُنهي المبررَ الروسي في إستهدافِ المدنيينَ في دولِ أوربا) ...
#ما_قلناهُ_أعلاهُ :
يبينُ الطموحَ والتحركَ الروسي في المنطقةِ, وهو يُريدُ إشغالَ ثغرةٍ في الشرقِ الأوسطِ جنوبِ الإتحادِ الأوربي مِن خلالِهَا يستطيعُ أن يُشكلَ خطراً حقيقياً على الأمنِ الغربي مِن خلالِ نشرِ الصواريخِ ...
لذا وقعتْ تركيا ضحيةً أمامَ هذا المخططِ الروسي, فلذا أرسلتْ لهَا روسيا رسالةً واضحةً جداً عندَ القارئِ وغيرِ القارئِ, أنَّ تُركيا لا يُمكن أنَّ تقفَ حجرَ عثرةٍ أمامَ هذا المشروعِ الشرقي, بل أنَّهَا يُمكن أن تنهارَ بطريقةِ الإستهدافِ الإجرامي ولا حاجةَ للتحركِ العسكري ...
ولكي يُحافظَ أوردغانُ على نشوةِ الإنتصارِ الإعلامي على السُذجِ مِن الشعوبِ العربيةِ فقط, فأنَّهُ لم يتهمْ روسيا مباشرةً في ما يحصلُ مِن خروقاتٍ أمنيةٍ في بلادهِ, بل ألقَ بالتهمةِ وفريةً على الحزبِ الكردستاني التركي BYD, وهم براءٌ كبراءةِ الذئبِ مِن دمِ يوسفَ (عليهِ السلامُ), ولكنَّهُم صاروا ضحيةً لمُكابرةِ الرئيسِ التركي, حيثُ تحملوا حرباً ضروساً لا ناقةَ ولا جملَ فيهَا أبداً ...
#ولكن :
بعدَ أن تخلتْ أميركا صراحةً مِن الحكومةِ التركيةِ الحاليةِ, وهي لم تتخلَ عن الجيشِ التركي والمصالحِ التركيةِ التي هي عضواً أساسياً مِن أعضاءِ حلفِ الناتو, بل تخلتْ عن حكومةِ أوردغانَ, بعدَ أن أثبتتْ ضعفَ القدراتِ الحكوميةِ أمامَ تحركٍ مخابراتي بسيطٍ جداً, حيثُ أستطاعتْ أميركا أن تُلقنَ الحكومةَ التركيةَ درساً لعدةِ ساعاتٍ مِن الإنقلابِ, وإن يبقَ أثرهُ لعدةِ عقودٍ مِن الزمنِ !!!
حيثُ إستطاعتْ أن توضحَ أميركا أنَّ الميلشياتِ الكرديةِ السوريةِ BYD كافيةً لِسدِ ثغرةٍ توقعتْ تركيا أنَّهَا صاحبةُ المنةِ الحقيقيةِ في سدِهَا, وهي شمالِ سوريا مِن خلالِ جيِشِهَا النظامي والذي يُعدُ رأسُ الحربةِ في حلفِ شمالِ الأطلسي !!!
وهذا الإعتمادُ على القواتِ الميلشياويةِ لـــ BYD جعلَ تركيا أمامَ خوفٍ حقيقي مِن السياسيةِ الأميركيةِ في المنطقةِ المتاخمةِ للحدودِ التركيا الجنوبيةِ, لأنَّهَا إستطاعتْ أن توفرَ منطقةً عازلةً بإمتيازٍ طالمَا حلمتْ تركيا بتحقيقيهَا في شمالِ سوريا, ولكنَّ هذهِ المنطقةِ العازلةِ جائتْ مِن نصيبِ القواتِ الكرديةِ السوريةِ كالحربةِ الحقيقيةِ في خاصرةِ الحكومةِ التركيا !!!
#وبعدَ :
أن خسرتْ تركيا سياسياً أمامَ الطموحِ الأميركيةِ التي لا تقفْ أمامَ تحقيقهَا أيةُ دولةٍ مهما بلغتْ صداقتُهَا, لأنَّ الهدفَ الأسمى أميركياً هو السيطرةُ التامةُ على ربوعِ الأرضِ كافةً, وجعلَ كلَّ مناطقهَا بيضاءاً مِن الأسلحةِ الخطرةِ على الإدارةِ الأميركيةِ مستقبلاً !!!
#لذا :
فكرتْ بالرجوعِ الى طرفِ النقيضِ الآخرِ روسيا, وإنَّ هذا التقاربَ كفيلٌ برسمِ خارطةٍ سياسيةٍ جديدةٍ في المنطقةِ, والتي مِن ضِمْنِهَا بقاءِ الأراضي السوريةِ موحدةً, خوفاً مِن تشكلِ ما يُعرفُ بالدولةِ الكرديةِ السوريةِ مستقبلاً, أسوةً بشمالِ العراقِ, وهذا ما سَينتقلُ بطريقةِ العدوى الى الجنوبِ التركي, حيثُ يُشكلُ الأكرادُ التركِ قرابةِ 20% مِن عددِ السكانِ في تركيا, والتي تقنطُ في جنوبي وشرقي تركيا, أي مع الحدودِ المتاخمةِ لشمالِ العراقِ وسوريا, حيثُ التواجدُ الكردي بشكلٍ مكثفٍ ومركزٍ ...
وهذا يعني أنَّ أميركا عازمةٌ على فدرلةِ أو تقسيمِ هذهِ الدولتينِ بشكلٍ خاصٍ, حيثُ لا يمكن أن يُشكلانِ خطراً مسقبلياً في حالِ تحالفِ بعضهَا مع دولٍ خارجِ التحالفاتِ الأميركيةِ, وطبعاً أنَّ قضيةَ سيناريو تقسيمُ الدولتينِ أمراً مطروحاً ولكن ليسَ على نحو اليقينِ أبداً, لأنَّ التواجدَ الأميركي في منطقةٍ من البلدينِ, يعني غيابٌ تامٌ للتواجدِ العسكري الروسي, وبالتالي أمرُ غيابِ الروسِ يُمكن أن يتحققَ بغيابِ سيناريو التقسيمِ أو الفدرلةِ حتى ...
ومَا يدلُ على ذلكَ قولُ رئيسِ الإستخباراتِ المركزيةِ الأميركيةِ CIA, حيثُ أعلنَ جون برينال أنَّهُ لا يرَ سوريا موحدةٍ, ولكن هذا ليسَ قدراً على السوريينَ أن يواجههوهُ, لأنَّ هذا يرتبطُ بالأوضاعِ على الأراضي السوريةِ, والتي تُرجحُ بالذهابِ الى هذا الإتجاهِ !!!
وهذا ليسَ بموضوعِنَا الآن, ولكن ممكن أن نعقدَ لهُ دراسةً مستقلةً قريباً في حالِ الحاجةِ إن شاءَ اللهُ ربُ العالمينَ ...
#ولكن :
العجيبَ أنَّ الحكومةَ التركيةَ إرتمتْ بأحضانِ الروسِ, بعدَ أن تجرعتْ مرارةِ الهزيمةِ السياسيةِ والعسكريةِ على حدٍ سواءٍ نتيجةً للمقامراتِ والطموحاتِ الصبيانيةِ غيرِ المحسوبةِ مِن قبلِ حكومةِ أوردغانَ !!!
والأعجبُ مِن ذلكَ كلهِ, أنَّ مَن فضلَ أوردغانُ أن يرتمي في أحضانِهِم هُم أولَ مَن نادى في قضيةِ تقسيمِ الأراضي السوريا, حيثُ قسمهَا الى جُزئينِ هما :#سوريا_المفيدةُ_وغيرُ_المفي دةِ, كما صرحَ الرئيسُ بشارُ بذلكَ في 2015/09/29 علانيةً في شاشاتِ التلفزةِ !!!
وبالمقابلِ أنَّ أمرَ التقسيمِ أمراً محتوماً في ظلِ التمايزِ العسكري المُتواجدِ على الأراضي السوريةِ اليومَ, حيثُ أميركا تسيطرُ على شمالِ سوريا كاملاً, بينَمَا يُسيطرُ الروسِ على غربِ سوريا كاملاً تقريباً, وبالخصوصِ تلكَ السواحلِ التي تقعُ جنوبَ أوربا والمطلةِ على البحرِ المتوسطِ !!!
#إذن :
كانَ مِن اللآئقِ جداً بجنابِ الرئيسِ التركي أن يهتمَ بالشأني الداخلي لبلادهِ, ويُعاودَ ترميمَ مواقفهِ التي عصفتْ في البلادِ مؤخراً, بدلاً أن يدخلَ جيشهُ وشعبهُ في مقامرةٍ خاسرةٍ يكون في جميعِ الأحوالِ خاسراً فيهَا, إضافةً لخسارةِ شعبهِ وبلدهِ وسلطتهِ !!!
لأنَّ التقسيمَ للأراضي السوريةِ حاصلٌ لا مَحالة, أسواءُ طبقتْ أميركا سياسةِ التواجدِ العسكري في سوريا أو لا, فالتواجدُ العسكريُ لجيشي الروسِ والغربِ كفيلٌ بتقسيمِ البلدِ الى قسمينِ أو أقسامٍ بحسبِ القوى المتواجدةِ, وأما في حالِ حالِ تمسكَ الروسِ ببقاءِ الأسدِ رئيساً للبلادِ, فتشكيلُ الدويلاتِ الأمرُ المرجحِ جداً, لأنَّهُ ليسَ مِن الحكمةِ والسياسةِ أن تبقَ كلُّ الأراضي الروسيةُ تغلي مِن أجلِ تواجدِ بشارِ في بقعةٍ مِنهَا ...