بقلم : جمال علم الدين
" دعاء الكروان " إحدى كلاسيكيات السينما المصرية بطولة الفنانة القديرة فاتن حمامة والفنان العظيم احمد مظهر، وقصة الأديب الكبير طه حسين .
الفيلم تم تصوير اغلب مشاهده في قرية بني وركان التابعة لمركز العدوة شمال المنيا، وأضفى الدكتور طه حسين ملامح وحياة عرب المنيا والعالم المغلق الذي يعيشه أهالي القرية والتحولات الاجتماعية والاقتصادية من خلال حياة "هنادي وآمنه".
إلا أن هذا العالم المغلق الذي طاله الإهمال سنوات كان له اثر كبير في نمو بؤر الإرهاب تمثل ذلك عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، حيث شاركت فيه الجماعات الإسلامية في اقتحام مركز شرطة العدوة واحرقوا الكنائس والمنشات العامة، وكانوا يمثلون الجناح العسكري للجماعات الإسلامية المتطرفة تحت توجيه وتخطيط علي عبد الفتاح الذي يعد من أشهر أمراء الجماعة الإسلامية في المنيا.
" فرقة الشواكيش" فرقة أسسها التكفيري علي عبد الفتاح مهمتها إقامة الحد على الخارجين من جماعتهم وآخرين من الأهالي الذين يعتقدون أن ارتكابهم لأي ذنب لابد أن يقيموا الحد عليه.
أما طارق عبد المنعم أحد قيادات حزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية في المنيا، قام باستغلال "بلطجية منطقة أبو هلال جنوب المنيا" في إثارة الشغب والتعدي على قوات الشرطة في المسيرات التي كانت تنطلق من أبو هلال، وقد أوقفته الشرطة ومعه 8 آخرين وبحوزتهم أموال طائلة كانوا يقومون بتوزيعها على بلطجية المنطقة للمشاركة في المظاهرات، أما قبلي المنيا وبها قرية تندا بملوي وقرية المحرص وكذا قرية دلجا بدير مواس التي بها الجناح العسكري للجماعات الإسلامية وانضم لهم السلفيون المتشددون فيما بعد.
ومن بين المراكز الإرهابية العدوة وسمالوط حتى غرب المنيا نظرًا لكون المنطقة الغربية بها طرق ومدقات صحراوية تصل إلى ليبيا، حتى إن العرب في سمالوط من ليبيا ولهم هناك جذور عائلية وتهريب الأسلحة والبترول كان يتم عن طريق هذا الخط الغربي للمنيا.
وبدأت جرائمهم بالمنيا في أوائل التسعينات وتحديدًا في 9 أغسطس عام 1993 حينما أعلنت الجماعة الإسلامية وجناحها الدعوى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إنشاء محكمتها الشرعية لمحاسبة المخالفين للشريعة وأحكامها في محاولة منها لإظهار قوتها في مواجهة الدولة ومؤسساتها.
عاود عاصم عبد الماجد الإرهابي الهارب نشاطه وبدأ يوجه تلك الجماعات لأعمال العنف بعد اعتصامي رابعة والنهضة في كافة البؤر بالقري خاصة قرية دلجا التابعة لمركز ديرمواس جنوب المنيا تندد وتشوه المؤسسة العسكرية.
أما عن قرية دلجا والأحداث المأسوية التي حدثت فيها وتناولتها كافة وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والعالمية لنا فيها مقال آخر.