توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تطور شعب

  مصر اليوم -

تطور شعب

أحمدعبدالله

الشعب المصري وإن وقع في عدة أخطاء طوال القترة السابقة وما قبلها، إلا أنه قادر علي الاستفادة من دروسه، ومراجعة خطواته، وتعظيم استفادته من الماضي، حتي وإن بدت تلك العملية خفية وغير ظاهرة أو ملموسة.

يصيبك هذا الشعب بأقصى حالات الحيرة والدهشة، لاحتوائه علي كم هائل من المتناقضات والأضداد، فتارة تحسبه غافل، مقبل علي تكرار الخطأ مرتين، وتارة تجده هادئا متحينا لحظة تحرك بشكل استراتيجي، قد تظن المرض تمكن من جسده قبل أن يفاجئك بانتفاضة تصيبك بالارتباك.

ولكن الواضح جليا الآن أنه متنبه للغاية لا تزيده مشاكله الداخلية إلا تركيزا علي كيفية الخروج منها، وتصحيح الوضع الحالي وتجاوز المعطيات الراهنة، والمدقق لما بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير قد يري الشعب يرتكب "أخطاء فاحشة"، في حين أنه لم يخرج عن النسق الطبيعي لأي مصحح لأخطاء وأعطاب متراكمة منذ عقود كاملة.

تستطيع أن تراهن علي الشعب المصري دون أن يخيب آمالك، إنه فقط في طور التجريب، وثق تماما أنه باكتمال واختمار تجربته سيكون قادر دوما علي صنع الإبهار. انظر كيف تمكن هذا الشعب خلال خمس سنوات فقط من كشف وتعرية قوي وتيارات وجماعات ظلت ترتدي ثوب الفضيلة والوطنية لعشرات السنين، أنظر كيف تمكن من فضح مشروعات ومساعي غير حميدة لصبغ الشعب وهويته كرها وجبرا.

تأمل كيف تمكن الشعب من كشف زيف هنا وهناك، وسط الإعلاميين والسياسيين والحزبيين ورجال الأعمال، وحتي النشطاء وقادة التيارات التي تبدو "ثورية". الشعب الذي يأن حاليا ليس مستغرقا في غفوة علي سرير الزمن، وإنما يقف متنبها يقظا في معمل التاريخ، يجرب ويفرز ويفند ويختبر ويعاين، ويتحفز.

دليل واضح علي أن الشعب يعرف طريقه ناحية "التطور" جيدا، وأن ملكاته وقدراته الجماعية في تنامي مستمر، موقفه من دعوات النزول والتظاهر في 11/11، فالشعب الذي كان يندفع سابقا ويتسابق إلي رد فعل غير محسوب، أصبح قادرا علي التمييز بين ما له وما عليه.

بفضل التجريب وحده، وكثرة التفاعلات واختلاف الأحداث، أصبح الوعي الجماعي أكثر حده، أقدر علي صياغة أولويات عاقلة وبلورة خيارات متأنية، ورغم توافر أسباب الغضب الشعبي كاملة، إلا أنه سيتحاشى التضحية بمزيد من عوامل قوته "الشباب" لن يستنزفهم بشكل عشوائي كما في السابق، لن يتركهم لمصير دامي أو مجهول أو مظلم في السجون. الشعب المصري مؤمن بفطرته، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، ولكنه وإن لدغ مرات ومرات، ولكنه حينما يقابل "رأس الأفعى" سيتمكن من سحقها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تطور شعب تطور شعب



GMT 16:44 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

​الشهيد النقيب "مصطفى" أيّ حبّ هذا جعل رحيلك أدمى قلوبنا

GMT 18:54 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

طعمية.....يا "فولي"

GMT 09:59 2017 السبت ,14 كانون الثاني / يناير

ماذا بعد زيادة أسعار الدواء ؟

GMT 23:39 2017 الثلاثاء ,10 كانون الثاني / يناير

نريد كشف الحقائق

GMT 08:54 2017 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

الفساد العتيق والحرب عليه

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon