توقيت القاهرة المحلي 07:37:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تطور شعب

  مصر اليوم -

تطور شعب

أحمدعبدالله

الشعب المصري وإن وقع في عدة أخطاء طوال القترة السابقة وما قبلها، إلا أنه قادر علي الاستفادة من دروسه، ومراجعة خطواته، وتعظيم استفادته من الماضي، حتي وإن بدت تلك العملية خفية وغير ظاهرة أو ملموسة.

يصيبك هذا الشعب بأقصى حالات الحيرة والدهشة، لاحتوائه علي كم هائل من المتناقضات والأضداد، فتارة تحسبه غافل، مقبل علي تكرار الخطأ مرتين، وتارة تجده هادئا متحينا لحظة تحرك بشكل استراتيجي، قد تظن المرض تمكن من جسده قبل أن يفاجئك بانتفاضة تصيبك بالارتباك.

ولكن الواضح جليا الآن أنه متنبه للغاية لا تزيده مشاكله الداخلية إلا تركيزا علي كيفية الخروج منها، وتصحيح الوضع الحالي وتجاوز المعطيات الراهنة، والمدقق لما بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير قد يري الشعب يرتكب "أخطاء فاحشة"، في حين أنه لم يخرج عن النسق الطبيعي لأي مصحح لأخطاء وأعطاب متراكمة منذ عقود كاملة.

تستطيع أن تراهن علي الشعب المصري دون أن يخيب آمالك، إنه فقط في طور التجريب، وثق تماما أنه باكتمال واختمار تجربته سيكون قادر دوما علي صنع الإبهار. انظر كيف تمكن هذا الشعب خلال خمس سنوات فقط من كشف وتعرية قوي وتيارات وجماعات ظلت ترتدي ثوب الفضيلة والوطنية لعشرات السنين، أنظر كيف تمكن من فضح مشروعات ومساعي غير حميدة لصبغ الشعب وهويته كرها وجبرا.

تأمل كيف تمكن الشعب من كشف زيف هنا وهناك، وسط الإعلاميين والسياسيين والحزبيين ورجال الأعمال، وحتي النشطاء وقادة التيارات التي تبدو "ثورية". الشعب الذي يأن حاليا ليس مستغرقا في غفوة علي سرير الزمن، وإنما يقف متنبها يقظا في معمل التاريخ، يجرب ويفرز ويفند ويختبر ويعاين، ويتحفز.

دليل واضح علي أن الشعب يعرف طريقه ناحية "التطور" جيدا، وأن ملكاته وقدراته الجماعية في تنامي مستمر، موقفه من دعوات النزول والتظاهر في 11/11، فالشعب الذي كان يندفع سابقا ويتسابق إلي رد فعل غير محسوب، أصبح قادرا علي التمييز بين ما له وما عليه.

بفضل التجريب وحده، وكثرة التفاعلات واختلاف الأحداث، أصبح الوعي الجماعي أكثر حده، أقدر علي صياغة أولويات عاقلة وبلورة خيارات متأنية، ورغم توافر أسباب الغضب الشعبي كاملة، إلا أنه سيتحاشى التضحية بمزيد من عوامل قوته "الشباب" لن يستنزفهم بشكل عشوائي كما في السابق، لن يتركهم لمصير دامي أو مجهول أو مظلم في السجون. الشعب المصري مؤمن بفطرته، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، ولكنه وإن لدغ مرات ومرات، ولكنه حينما يقابل "رأس الأفعى" سيتمكن من سحقها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تطور شعب تطور شعب



GMT 16:44 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

​الشهيد النقيب "مصطفى" أيّ حبّ هذا جعل رحيلك أدمى قلوبنا

GMT 18:54 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

طعمية.....يا "فولي"

GMT 09:59 2017 السبت ,14 كانون الثاني / يناير

ماذا بعد زيادة أسعار الدواء ؟

GMT 23:39 2017 الثلاثاء ,10 كانون الثاني / يناير

نريد كشف الحقائق

GMT 08:54 2017 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

الفساد العتيق والحرب عليه

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:44 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
  مصر اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 08:16 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة
  مصر اليوم - نصائح للعناية بنظافة المنزل لتدوم لأطول فترة ممكنة

GMT 02:13 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

دافيد دي خيا يغير موقفه من التوقيع إلى نادي ريال مدريد

GMT 23:13 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

بورصة الكويت تغلق تعاملاتها على ارتفاع

GMT 07:00 2020 الثلاثاء ,07 تموز / يوليو

تعرف على موعد عرض مسلسل 'هوجان' لمحمد إمام

GMT 05:54 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

تعرفي على طريقة إعداد وتحضير ساندويتش التركى
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon