توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تطور شعب

  مصر اليوم -

تطور شعب

أحمدعبدالله

الشعب المصري وإن وقع في عدة أخطاء طوال القترة السابقة وما قبلها، إلا أنه قادر علي الاستفادة من دروسه، ومراجعة خطواته، وتعظيم استفادته من الماضي، حتي وإن بدت تلك العملية خفية وغير ظاهرة أو ملموسة.

يصيبك هذا الشعب بأقصى حالات الحيرة والدهشة، لاحتوائه علي كم هائل من المتناقضات والأضداد، فتارة تحسبه غافل، مقبل علي تكرار الخطأ مرتين، وتارة تجده هادئا متحينا لحظة تحرك بشكل استراتيجي، قد تظن المرض تمكن من جسده قبل أن يفاجئك بانتفاضة تصيبك بالارتباك.

ولكن الواضح جليا الآن أنه متنبه للغاية لا تزيده مشاكله الداخلية إلا تركيزا علي كيفية الخروج منها، وتصحيح الوضع الحالي وتجاوز المعطيات الراهنة، والمدقق لما بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير قد يري الشعب يرتكب "أخطاء فاحشة"، في حين أنه لم يخرج عن النسق الطبيعي لأي مصحح لأخطاء وأعطاب متراكمة منذ عقود كاملة.

تستطيع أن تراهن علي الشعب المصري دون أن يخيب آمالك، إنه فقط في طور التجريب، وثق تماما أنه باكتمال واختمار تجربته سيكون قادر دوما علي صنع الإبهار. انظر كيف تمكن هذا الشعب خلال خمس سنوات فقط من كشف وتعرية قوي وتيارات وجماعات ظلت ترتدي ثوب الفضيلة والوطنية لعشرات السنين، أنظر كيف تمكن من فضح مشروعات ومساعي غير حميدة لصبغ الشعب وهويته كرها وجبرا.

تأمل كيف تمكن الشعب من كشف زيف هنا وهناك، وسط الإعلاميين والسياسيين والحزبيين ورجال الأعمال، وحتي النشطاء وقادة التيارات التي تبدو "ثورية". الشعب الذي يأن حاليا ليس مستغرقا في غفوة علي سرير الزمن، وإنما يقف متنبها يقظا في معمل التاريخ، يجرب ويفرز ويفند ويختبر ويعاين، ويتحفز.

دليل واضح علي أن الشعب يعرف طريقه ناحية "التطور" جيدا، وأن ملكاته وقدراته الجماعية في تنامي مستمر، موقفه من دعوات النزول والتظاهر في 11/11، فالشعب الذي كان يندفع سابقا ويتسابق إلي رد فعل غير محسوب، أصبح قادرا علي التمييز بين ما له وما عليه.

بفضل التجريب وحده، وكثرة التفاعلات واختلاف الأحداث، أصبح الوعي الجماعي أكثر حده، أقدر علي صياغة أولويات عاقلة وبلورة خيارات متأنية، ورغم توافر أسباب الغضب الشعبي كاملة، إلا أنه سيتحاشى التضحية بمزيد من عوامل قوته "الشباب" لن يستنزفهم بشكل عشوائي كما في السابق، لن يتركهم لمصير دامي أو مجهول أو مظلم في السجون. الشعب المصري مؤمن بفطرته، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، ولكنه وإن لدغ مرات ومرات، ولكنه حينما يقابل "رأس الأفعى" سيتمكن من سحقها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تطور شعب تطور شعب



GMT 16:44 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

​الشهيد النقيب "مصطفى" أيّ حبّ هذا جعل رحيلك أدمى قلوبنا

GMT 18:54 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

طعمية.....يا "فولي"

GMT 09:59 2017 السبت ,14 كانون الثاني / يناير

ماذا بعد زيادة أسعار الدواء ؟

GMT 23:39 2017 الثلاثاء ,10 كانون الثاني / يناير

نريد كشف الحقائق

GMT 08:54 2017 الثلاثاء ,03 كانون الثاني / يناير

الفساد العتيق والحرب عليه

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon