بقلم-مينا سامي
اعتدنا كمصريين طوال تاريخنا على أن تكون الرموز الوطنية التي يحتذي بها الشعب شخصيات سياسية أو علمية أو مثقفين أو كُتّاب كبار، إلا أن "مو مو" أو صلاح الملك نجح أخيرًا في تغيير هذه الخريطة التي لم تكن تضم في جعبتها رياضيين، إلا نادرًا ومنذ زمن بعيد.
محمد صلاح صار ظاهرة كبرى تملأ شوارع مصر، نجح في خطف قلوب 100 مليون مواطن مصري؛ بل وامتدت شعبيته الجارفة للعالم بأكمله، بعد أن نجح في انتزاع العديد من الألقاب الفردية على مستوى ناديه ليفربول، فضلاً عن قيادته للمنتخب المصري للوصول إلى كأس العالم بروسيا بعد غياب دام 28 عامًا.
بعد كل ما فعله "صلاح" صار رمزًا حقيقيًا في كل ربوع مصر، نجح في أن يكون مثلاً أعلى وقدوة لجيل النشء الذي بات يعدو نحو تحقيق جزء مما حققه محمد صلاح، بتشريفه لمصر ورفع اسمها في كل المحافل الدولية، سواء بتحقيقه جائزة أفضل لاعب أفريقي لعام 2017، أو بنجاحه لأول مرة في تاريخ لاعب مصري بتحقيق جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي؛ بل وأصبح على بعد خطوات معدودة من الفوز بجائزة هداف الدوري الإنجليزي والحذاء الذهبي لأفضل هداف في أوروبا بعد تفوقه حتى الآن على النجمين العالميين رونالد وميسي.
الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل استعانت به وزارة التضامن الاجتماعي ليكون بطلاً لحملتها الإعلانية "أنت أقوى من المخدرات"، كونه نموذجًا للشاب المصري الناجح، وبالفعل وافق متطوعًا ودون مقابل على المشاركة في الحملة التي نجحت نجاحًا كبيرًا، حيث أكد عمرو عثمان رئيس صندوق مكافحة الإدمان أن نسبة الذين تواصلوا مع الصندوق للإقلاع عن الإدمان وصلت لـ400% بعد مشاركة محمد صلاح في الحملة.
نجاحات صلاح الاجتماعية واسعة النطاق وساهمت في تبؤه مكانة كبرى في المجتمع المصري، ما بين التبرع لصندوق تحيا مصر بـ5 ملايين جنيه، ومستشفى 75357 بـ11 مليون جنيه، بجانب ما أقامه من مشروعات خيرية في بلدته بمحافظة الغربية سواء مركز لغسيل الكلى أو جمعية تحفيظ للقرآن أو حضانة للأطفال، وغيرها الكثير.. ما دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي لتكريمه عقب تبرعه لصندوق تحيا مصر.
توافق النجاحات التي حققها "صلاح" على المستويين الرياضي والاجتماعي، جعلت منه رمزًا شعبيًا في الشارع المصري؛ لدرجة أن "بلح رمضان" و"فانوس رمضان" الأكثر مبيعًا يحملان اسم "صلاح".. مصر بأكملها تعوّل على "مو" في الوصول بالمنتخب الوطني إلى أبعد مدى في كأس العالم المقبل.. لأن صلاح صار رمزًا قوميًا مثلما حدث مع جورج وايا في ليبيريا.. بعد أن صار ملكًا لإنجلترا.