بقلم : أكرم علي
في الـ25 من يناير/كانون الثاني عام 2011 الموافق يوم ثلاثاء ذهبت في الصباح مبكرا إلى العمل ولم يكن لدي أي تصور عن ماذا سيحدث والأمر سينتهي على "كام" مظاهرة على "كام" اعتقال وكان الله بالسر عليم، ومرّ اليوم هادئًا حتى الظهيرة وبدأت الحشود تنزل إلى الشوارع والهدف هو جمع أكبر حشد من المواطنين لدرجة كان النداء أثناء التظاهرات "انزل – انزل-انزل" ولم يسمع هذه الكلمة المصريون منذ زمن طويل ولم ينزلوا إلى الشوارع إطلاقا في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك سوى المعارضة القليلة والتي لم يشعر بها أحد.
تخيلت كيف سيكون رد فعل الحكومة على هذه التحركات والتي كانت تأمل على الأقصى بزوال حكومة أحمد نظيف وقتها وليس أكثر وبالأخص وزير الداخلية حبيب العادلي، وكان هو الهدف للمواطنين في الشوارع حتى عصر يوم الثلاثاء، وراقبت المشهد عن بعد ولم أتجه إلى التظاهرات ثم في المساء تزايدت الحشود والدخول إلى ميدان التحرير ونشبت حالة من الكر والفر بين المواطنين والشرطة وبدأت الأصوات تتعالى ضد النظام ككل وليس الحكومة فقط.
بعد تطوُّر الأمر طالب المتظاهرون بالنزول لإزاحة النظام ككل في جمعة الغضب يوم 28 يناير، وابتعد هدفهم عن زوال الحكومة ككل، وظنّ النظام أن اليوم سيمر مرور الكرام مثل 25 يناير إلا أن النتائج جاءت عكسية وسلبية وأدت في نهاية المطاف إلى انسحاب الشرطة ونزول الجيش إلى الشوارع وفرض حظر التجول والدخول في منحدر خطير أسفر عن ما أسفر عنه.
كنت أود أن يستمع الرئيس الأسبق حسني مبارك مبكرا للجماهير والمواطنين ولا داعي للعناد الذي دخل بنا إلى نفق مظلم أثّر على الجميع اجتماعيا واقتصاديا ووضع مصر في حالة خطرة مازالت تتعالج منها حتى الآن، وكنت أود أن يبقى مبارك ولكن أن تزول حاشيته ورجاله ويتم تغيرهم بالشباب سريعا واحتواء الغضب بدلا من الأوضاع الخطيرة التي تعرّضت لها مصر الآن ولم يعد المصريون قادرين على التحمل بمثل هذه الصورة، ولكني لا أبكي على اللبن المسكوب ولكن يجب أن يعي المصريون جيدا الدرس ولا يفكرون مجددا في فكرة الثورة بعد ما شهدته البلاد طيلة الـ6 سنوات الماضية وأن يكون التغيير بعقل والمساهمة في بناء البلاد أولى.