توقيت القاهرة المحلي 00:29:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدم الفلسطيني في المزاد العربي!

  مصر اليوم -

الدم الفلسطيني في المزاد العربي

علي ربيع

لا جديد، كاميرات العالم وآلته الإعلامية، تتقن فقط، التركيز على هلع تلك الفتاة الإسرائيلية، وصراخها خوفًا من صواريخ "حماس الإرهابية"، وكذلك العبارات التي تخرج من البيت الأبيض، سواء أكان قاطنه أشقر أو أسود، فمفادها دائمًا "من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها". قتل الفلسطينيين سيستمر، والعجز العربي هو العجز العربي، والذين يراهنون على جديد "الربيع العربي"، وعلى الدور المصري تحديدًا واهمون، والبكاء أو التباكي، أقصى موجود سيجود به العرب مجتمعين، إلى جانب التنديد والوعيد، والتوسل للتهدئة، مع ألعاب بطولية مكشوفة!! وفي النهاية والمحصلة، فلسطين وحيدة مجددًا!! فهل من أحد يجرؤ على التشكيك في ذلك؟. ماذا نتوقع من العالم، إذا كان العرب أنفسهم لا يملكون الجرأة على الفعل، وإن وجدت الجرأة الشعبية والغضب لدى الشارع، تتلقفه بلادة الأنظمة والحكومات العربية، التي تعرف سلفًا، أنها في أي امتحان إسرائيلي ستتوج بالفشل، والفشل الذريع، مهما حاولت أن تدبج الخطابات المنددة. الفلسطينيون وحدهم، من يملك حق الاختيار، والفلسطينيون وحدهم من سيقرر نوعية المواجهة أو المهادنة، مع نظام محتل، قاتل وجبان، ولا يملك أدنى درجات الفروسية في نزاله مع أعدائه المحاصرين والعزل. لكن أين هم الفلسطينيون؟ أين هي القيادة الموحدة؟ لنكن واقعيين ونعترف أن إسرائيل نجحت حتى الآن في تفكيك هوية الفلسطينيين، من خلال طُعم السلطة الذي قدمته لهم على مائدتين منفصلتين جغرافيًا، مما جعلهم ينكبون في التسابق على هذا الوهم أو الطُعم، وينسون مشروعهم في استرداد الأرض وإقامة الدولة، ولم شتاتهم من مشارق الأرض ومغاربها. فلسطين في طريقها للاندثار مسمىً وهويةً، ولست متأكدًا إن كنا سنسمع بعد عشر سنوات مقبلة، هذا الاسم أم لا؟ فالطعم الإسرائيلي المقدم باسم السلام، جاء مكتمل الأسباب والغايات، ليصنع مستقبلاً فلسطينيًا منقسمًا، تذوب فيه الهوية الواحدة، وتتشظى إلى هويتين، غزة، والضفة، والمؤشرات تبوح بأن هذه الطبخة في نهايتها ويعد لها الآن بعناية، لتقوم دويلة الحمساوية في غزة، ودويلة الفتحاوية في الضفة، ولن نستغرب إن اكتشفنا أن العرب ذاتهم، يشاركون في الطبخة، أو يعملون على إنضاجها. في خضم أحداث "الربيع العربي" الدامية، انبرى الأعراب يحرضون على الدم العربي، انتقامًا من الأنظمة الشقيقة، تحت يافطة إنسانية، وخطابات احتفت بالمقدس، فقدموا المال والإعلام والسلاح والسياسة، وأيًا كانت دوافعهم، ومدى واقعية الحجج التي تذرعوا بها، فهل لديهم الآن القدرة لحشد مماثل إزاء غارات إسرائيل التي تفتك بالفلسطينيين في غزة؟!  يبدو أن الدم الفلسطيني في المزاد العربي، يراوح في انخفاضه، فالجميع يسارع، إلى التهدئة، كالسعودية، أما من لا يريد التهدئة، كإيران وحلفائها، فليس حبًا لفلسطين ولا انتصارًا لها، ولكن لاستغلال الدم الفلسطيني ضمن معترك الأجندة الإقليمية، وبين هؤلاء وأولئك، القرار الفصل بيد الفلسطينيين وحدهم! إسرائيل آلة مدمرة ومتوحشة تملك غطاءً دوليًا غربيًا وأميركيًا، يقيها شر المساءلة، ويجب أن نتساءل: هل نحن مستعدون للمواجهة؟، وهل شعار" فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا" لا يزال حاضرًا ضمن أجندة فصائل المقاومة في غزة، وعلى رأسها "حماس"، أم ذلك ماض ولى؟!! بالفعل "مصداقية الربيع العربي على المحك"، وإسرائيل توجه اختبارًا صعبًا للغاية لتتحسس هذا القادم الغريب المحيط بها لتتأكد من هويته، وتدرس ردود فعله، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، يبحث قادتها عن دعاية انتخابية مجانية عبر إراقة مزيد من الدم الفلسطيني، مع أخذهم كل الاحتمالات محمل الجد.  عربيًا وإسلاميًا، ومنذ عقود لم يعد أحد ينظر إلى فلسطين إلا باعتبارها يافطة دعائية كبيرة، لهذا لا تركيا ولا إيران ولا مصر ولا الخليج، ولا كلها معًا يمكن أن تقدم اليوم على أي فعل غير متوقع، ما يعني أن يكف المصفقون لحماس عن تصفيقهم إذا كانوا سيقفون موقف المتفرج، أما بطولات الكلام والاحتجاج والإدانة والعنتريات الهوائية، فلن تؤدي سوى إلى تأليب إسرائيل لقتل المزيد من الفلسطينيين!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدم الفلسطيني في المزاد العربي الدم الفلسطيني في المزاد العربي



GMT 16:18 2023 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 16:33 2022 الأحد ,13 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 13:32 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 22:28 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 21:23 2019 السبت ,08 حزيران / يونيو

الثانوية الكابوسية.. الموت قلقا

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:55 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الخارجية المصري ينقل رسالة من السيسي إلى رئيس أوغندا
  مصر اليوم - وزير الخارجية المصري ينقل رسالة من السيسي إلى رئيس أوغندا

GMT 00:29 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف عن مشاركته في دراما رمضان المقبل 2025
  مصر اليوم - محمد فراج يكشف عن مشاركته في دراما رمضان المقبل 2025

GMT 12:57 2023 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

لكى تعرفَ الزهورَ كُن زهرةً

GMT 10:39 2021 الأحد ,09 أيار / مايو

إطلالات شرقية لرمضان من وحي فاطمة المؤمن

GMT 17:26 2021 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

بايرن ميونخ يصف محمد صلاح بأنه "ميسي أفريقيا"

GMT 12:11 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ميلان يعلن إعارة كولومبو لـ كريمونيزي الأمريكى كولومبو

GMT 03:17 2020 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

فيديو تفاعلي يتكيف مع حركة الجسم أثناء التمارين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon