توقيت القاهرة المحلي 15:40:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الدم الفلسطيني في المزاد العربي!

  مصر اليوم -

الدم الفلسطيني في المزاد العربي

علي ربيع

لا جديد، كاميرات العالم وآلته الإعلامية، تتقن فقط، التركيز على هلع تلك الفتاة الإسرائيلية، وصراخها خوفًا من صواريخ "حماس الإرهابية"، وكذلك العبارات التي تخرج من البيت الأبيض، سواء أكان قاطنه أشقر أو أسود، فمفادها دائمًا "من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها". قتل الفلسطينيين سيستمر، والعجز العربي هو العجز العربي، والذين يراهنون على جديد "الربيع العربي"، وعلى الدور المصري تحديدًا واهمون، والبكاء أو التباكي، أقصى موجود سيجود به العرب مجتمعين، إلى جانب التنديد والوعيد، والتوسل للتهدئة، مع ألعاب بطولية مكشوفة!! وفي النهاية والمحصلة، فلسطين وحيدة مجددًا!! فهل من أحد يجرؤ على التشكيك في ذلك؟. ماذا نتوقع من العالم، إذا كان العرب أنفسهم لا يملكون الجرأة على الفعل، وإن وجدت الجرأة الشعبية والغضب لدى الشارع، تتلقفه بلادة الأنظمة والحكومات العربية، التي تعرف سلفًا، أنها في أي امتحان إسرائيلي ستتوج بالفشل، والفشل الذريع، مهما حاولت أن تدبج الخطابات المنددة. الفلسطينيون وحدهم، من يملك حق الاختيار، والفلسطينيون وحدهم من سيقرر نوعية المواجهة أو المهادنة، مع نظام محتل، قاتل وجبان، ولا يملك أدنى درجات الفروسية في نزاله مع أعدائه المحاصرين والعزل. لكن أين هم الفلسطينيون؟ أين هي القيادة الموحدة؟ لنكن واقعيين ونعترف أن إسرائيل نجحت حتى الآن في تفكيك هوية الفلسطينيين، من خلال طُعم السلطة الذي قدمته لهم على مائدتين منفصلتين جغرافيًا، مما جعلهم ينكبون في التسابق على هذا الوهم أو الطُعم، وينسون مشروعهم في استرداد الأرض وإقامة الدولة، ولم شتاتهم من مشارق الأرض ومغاربها. فلسطين في طريقها للاندثار مسمىً وهويةً، ولست متأكدًا إن كنا سنسمع بعد عشر سنوات مقبلة، هذا الاسم أم لا؟ فالطعم الإسرائيلي المقدم باسم السلام، جاء مكتمل الأسباب والغايات، ليصنع مستقبلاً فلسطينيًا منقسمًا، تذوب فيه الهوية الواحدة، وتتشظى إلى هويتين، غزة، والضفة، والمؤشرات تبوح بأن هذه الطبخة في نهايتها ويعد لها الآن بعناية، لتقوم دويلة الحمساوية في غزة، ودويلة الفتحاوية في الضفة، ولن نستغرب إن اكتشفنا أن العرب ذاتهم، يشاركون في الطبخة، أو يعملون على إنضاجها. في خضم أحداث "الربيع العربي" الدامية، انبرى الأعراب يحرضون على الدم العربي، انتقامًا من الأنظمة الشقيقة، تحت يافطة إنسانية، وخطابات احتفت بالمقدس، فقدموا المال والإعلام والسلاح والسياسة، وأيًا كانت دوافعهم، ومدى واقعية الحجج التي تذرعوا بها، فهل لديهم الآن القدرة لحشد مماثل إزاء غارات إسرائيل التي تفتك بالفلسطينيين في غزة؟!  يبدو أن الدم الفلسطيني في المزاد العربي، يراوح في انخفاضه، فالجميع يسارع، إلى التهدئة، كالسعودية، أما من لا يريد التهدئة، كإيران وحلفائها، فليس حبًا لفلسطين ولا انتصارًا لها، ولكن لاستغلال الدم الفلسطيني ضمن معترك الأجندة الإقليمية، وبين هؤلاء وأولئك، القرار الفصل بيد الفلسطينيين وحدهم! إسرائيل آلة مدمرة ومتوحشة تملك غطاءً دوليًا غربيًا وأميركيًا، يقيها شر المساءلة، ويجب أن نتساءل: هل نحن مستعدون للمواجهة؟، وهل شعار" فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدا" لا يزال حاضرًا ضمن أجندة فصائل المقاومة في غزة، وعلى رأسها "حماس"، أم ذلك ماض ولى؟!! بالفعل "مصداقية الربيع العربي على المحك"، وإسرائيل توجه اختبارًا صعبًا للغاية لتتحسس هذا القادم الغريب المحيط بها لتتأكد من هويته، وتدرس ردود فعله، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، يبحث قادتها عن دعاية انتخابية مجانية عبر إراقة مزيد من الدم الفلسطيني، مع أخذهم كل الاحتمالات محمل الجد.  عربيًا وإسلاميًا، ومنذ عقود لم يعد أحد ينظر إلى فلسطين إلا باعتبارها يافطة دعائية كبيرة، لهذا لا تركيا ولا إيران ولا مصر ولا الخليج، ولا كلها معًا يمكن أن تقدم اليوم على أي فعل غير متوقع، ما يعني أن يكف المصفقون لحماس عن تصفيقهم إذا كانوا سيقفون موقف المتفرج، أما بطولات الكلام والاحتجاج والإدانة والعنتريات الهوائية، فلن تؤدي سوى إلى تأليب إسرائيل لقتل المزيد من الفلسطينيين!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدم الفلسطيني في المزاد العربي الدم الفلسطيني في المزاد العربي



GMT 16:18 2023 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 16:33 2022 الأحد ,13 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 13:32 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 22:28 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 21:23 2019 السبت ,08 حزيران / يونيو

الثانوية الكابوسية.. الموت قلقا

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon