توقيت القاهرة المحلي 15:40:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أوعية الوحدة في اليمن.. ورسائل عدن

  مصر اليوم -

أوعية الوحدة في اليمن ورسائل عدن

باسم فضل الشعبي

الأوعية التي احتضنت مشروع الوحدة كانت مجرثمة كما يبدو وغير نظيفة، وبالتالي حدث نوع من التضاد بين مشروع نظيف وحضاري اسمه (الوحدة) وبين أوعية مجرثمة، فما كان من الوحدة إلا أن قامت بطرد الجراثيم واحدًا تلو الآخر بين مرحلة وأخرى، إذ كان الحراك الجنوبي السلمي وثورة الشباب بمثابة عملية جراحية للكشط والتنظيف للأوعية الملوثة والبحث عن وعاء أو أوعية جديدة ونظيفة ليستقر فيه مشروع اليمنيين الحضاري الذي ناضل من أجله أجدادهم عقودًا من الزمان. نأمل أن تكون الثورة في الجنوب والشمال بمثابة عمليات تنظيف وتعقيم للأوعية والجروح التي لوثت مسيرة المشروع الحضاري ومزقت النسيج الاجتماعي.. لتعيدهم مرة أخرى إلى تحت سقف واحد وعلم واحد جديد(لا هذا ولا ذاك) علم جديد ووطن جديد.. يجدون فيه تطلعاتهم المشروعة. لقد بعثت الحشود الجماهيرية في عدن الجمعة الماضية رسائل متبادلة للقوى المتطرفة والعصبوية في الشمال والجنوب بأن عليها أن ترشد.. قبل أن يجرفها التيار. حشود غفيرة احتشدت في ميادين الجنوب وعدن على وجه الخصوص، مؤيدين ورافضين للوحدة وفي تقديري أن ما بعثت به الجماهير من رسائل كان واضحًا وجليًا وفي حاجة لنخب سياسية ذكية لالتقاطها والبدء بتحويل تطلعات الناس إلى ممارسات وأفعال ميدانية تعيد الأمل لهم بإمكانية انجاز دولة حقيقية لا مجرد شعارات وكلام ومحاصصات بلهاء لا تهم الجماهير في شيء، حيث بلغ بها الظيم والظلم الزباء بقدر ما ترتب تموضعات قوى عصبوية على كراسي سلطة مهترئة لا تعبر عن تطلعاتهم وأمانيهم المستقبلية في العيش الكريم والأمن والحرية والعدالة. الحراك السلمي ثورة عظيمة نقية وبيضاء كما هي ثورة الشباب نقية وبيضاء وينبغي على الشباب الحفاظ على هذا الرصيد الثوري الذي تحقق وتراكم وعدم السماح "للجراثيم" العودة مرة أخرى لتلويث قيمة الفعل الثوري واختطاف مشروع الثورات لإعادة ترتيب أوضاع قوى أنانية وأيدلوجية عصبوية بعيدًا عن جماهير الشعب حاملة لواء التغيير وصانعة أهم وأعظم مشروع حضاري في تاريخ اليمن المعاصر ألا وهو "النضال السلمي" الذي ألهم العالم! رسائل عدن بليغة وقوية بما يكفي وهي لا تحتاج لاجتماع وزاري أو حكومي هنا أوهناك أو دموع وتباكٍ على المنصات.. بل تحتاج لعمل حقيقي يتجه صوب قضايا الناس وقرارات تاريخية تعيد الأمل لهم بإعادة حقوقهم وتلبية مطالبهم ومن ثم الانتقال بهم إلى المستقبل على قطار اليمن الجديد. حشود الجمعة قالت بصوت مرتفع "كلما قالوا الثورة انتهت..قلنا هذا مبتداها ".. شعب عظيم حقًا، مهما اختلفت الشعارات سيأتي اليوم الذي تتوحد فيه وأظنه بات قريبًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوعية الوحدة في اليمن ورسائل عدن أوعية الوحدة في اليمن ورسائل عدن



GMT 16:18 2023 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 16:33 2022 الأحد ,13 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 13:32 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 22:28 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 21:23 2019 السبت ,08 حزيران / يونيو

الثانوية الكابوسية.. الموت قلقا

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon