مدحت عرابي
أبدأ كلامي بكل خوف على مصر، التي ولدت فيها، وتعلمت ونشأت بين أصدقاء وجيران وأحباب تنظر اليهم، تفرح بلقائهم وتسعد بالحديث معهم، وتنظر حولك ترى الخير في كل مكان، فماذا حدث لك يا مصر، انتشرت الأمراض الخبيثة بين أبنائك، فالأخ يقتل أخوه والجار يخدع جيرانه، والأب يتبرأ من أبنائه، والفقر يقتل أولادك، والجوع ينهش ضعفاءك، نشاهد صراعات على السلطة والمال والنفوذ، ووزارة تأتي، وأخرى تذهب، بدون نتائج، أو إنجاز ليك يا مصر، فمتى ستتوقف دموعك على أبنائك الشهداء في سيناء.
وكيف ستصبر أم تنتظر ابنها الجندي أو الظابط، الذي قتل بدم بارد بدون أي ذنب، غير أنه يحميكِ ويقف على حدودك سهران يذهب على رجليه، ويرجع بدونهم، فكيف لكِ تشاهدين الفقراء يتعذبون بنار الغلاء والحرمان، حتى يصابوا بالضغط والسكر ،ويعجزون عن علاجك داخل مستشفى عايزة علاج من الإهمال والاستغلال بدم المرضى.
فيغيب الضمير فيك في ظلام الصمت والسكوت، عن تأدية أعمالنا كما تحبين أن نكون من أهل الاقتصاد والازدهار، أرى فيك المستقبل الغامض الذي يرعبني، من رئيس لرئيس ومن وزير لوزير، ومن مسؤول لآخر، والدول من حولك تزداد حروبًا ودمارًا وقتلًا، الكبار والصغار وتصريحات وأخبار تبشرنا بقدوم حرب عالمية ثالثة، فأين أنتِ مع أبنائك، هل سيتمكن الشيطان منك فى الفوضى والقتل والصراعات والفتن، أو ستنتصرين كما تعودت منك، وستظلي خالدة للأبد رغم الحاقدين.