بقلم: محمود حساني
وأنا أتابع باهتمام ذالك العمل المتطرف الغادر الذي آلمنا جميعًا، مسلمين قبل أشقائنا الأقباط، الذي استهدف الكنيسة البطرسية الملحقة بالكاتدرائية المرقسية في العباسية، صباح الأحد الماضي، الذي راح ضحيته، 25 قتيلاً و45 مصابًا وفقًا لآخر بيان صادر عن وزارة الصحة المصرية، وجولة بسيطة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي أساء البعض استخدامها، خلال الوقت الراهن الذي يعج بالخلافات، والتي وصلت إلى حد الكراهية ونبذ الآخر، توقفت أمام البعض، من عناصر جماعة الإخوان والمواليين لها، الذين اتخذوا من الحادث، محلاً للشماتة والفرح في الآلم الذي أصابنا جميعًا.
وفريق آخر، ترك الحادث ومناشدات البعض للذهاب إلى المستشفيات للتبرع بالدم، وانشغل بالتسآل إذا كانوا هؤلاء الضحايا، يجوز الترحم عليهم أم لا ؟ وهل يرتقون إلى مرتبة الشهداء أم لا ؟!. وللأسف الشديد، هذا الحادث، أظهر لنا ما في نفوس البعض من أصحاب الأفكار الداعشية، الذين يعيشون معنا في مجتمع واحد، ويتنفسون من الهواء الذي نتنفسه، وتحت سماء وطن واحد، يحميها ويحافظ عليها جيش وشرطة، وهبوا جميعًا نفسهم للحماية الوطن وأبنائه، في الوقت الذي ينتظر فيه بفارغ الصبر، هؤلاء من أصحاب الأفكار الداعشية، مصيبة يبتلى بها الوطن، من أجل الفرح والشماتة، ليس إلا سوى أنهم في خلاف سياسي مع البعض، فقرروا الانتقام منهم بطريقتهم الخاصة.
بالتأكيد نرفض بشدة تلك الممارسات البشعة، التي يقوم بها ما يسمى تنظيم "داعش"، التي لا تمت بصلة للإسلام ولا للإنسانية، في حق البشرية، كما نرفض وبشدة، الأفكار الداعشية التي تدور في ذهب البعض ممن يختلفون معنا سياسيًا، ولا أبالغ إذا قولت، أن هؤلاء أصحاب الأفكار الداعشية، هم أخطر من عناصر هذا التنظيم، هؤلاء يعيشون معنًا ووسطنا، وهذه الأفكار مع مرور الوقت ستتحول إلى أفعال ستظهر في تصرفاتهم، بما تحمله من خطورة كبيرة تجاه الوطن وأبنائه .
وفي الوقت الذي أصبح فيه الاتصال مع عناصر تنظيم ما يسمى بـ "داعش" سهلاً ميسرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فمن السهل تجنيد أمثال هؤلاء لصالح التنظيم، ومن السهل تحريضهم على ارتكاب أعمال متطرفة تستهدف الوطن وأبنائه، فعلينا قبل فوات الآوان سرعة معالجة أصحاب الأفكار الداعشية، وهو بالتأكيد دور الدولة ومؤسساتها من الأزهر والأوقاف .