وفاء لطفي
فرح الجميع وهلل بحكم محكمة القضاء الإداري بمصرية جزيرتي "تيران وصنافير" وبطلان اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، ولكن سرعان ما انتهت حالة الفرح وتحولت لحالة من التعجب والاندهاش، بمجرد أن أعلنت الحكومة المصرية رسميا قرارها بالطعن على حكم القضاء لإثبات تبعية الجزيرتين للملكة السعودية.
وبهذا تسببت قضية تبعية الجزيرتين إلى حدوث مواجهة، وهي بالمناسبة ستكون مواجهة شرسة خلال الأيام المقبلة، بين السلطة التنفيذية المتمثلة في الحكومة، والسلطة القضائية المتمثلة في القضاء.
فزيادة أعداد من يؤكدون أن الجزر مصرية، في مقابل ومواجهة من يؤكدون أنها طبقا للوثائق والتاريخ سعودية، لا تعني بالضرورة الانحياز لأي منهم، فالكل ينتظر "عنوان الحقيقة" أو بمعنى أخر حكم القضاء، والذي لا يجوز التعليق عليه سواء من قال نعم أو ممن قالوا لا، فهل سيقبل كل من فرح أو كل من انتقد حكم المحكمة الأول، بالحكم النهائي بعد الاستئناف؟ باعتبار أن حكم القضاء هو عنوان الحقيقة.
ولننتظر في النهاية، لنرى من سيفوز بالحرب، القضاء انتصارا لمن قال "مصرية"؟، أم الحكومة انتصارا لمن قال "سعودية"؟!.