توقيت القاهرة المحلي 16:01:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البطء الممنوع

  مصر اليوم -

البطء الممنوع

بقلم : مينا سامي

دائمًا تخلق الأزمة ردود فعل سريعة: تنقلب الدنيا رأسًا على عقب، ينتشر الأمن في كل مكان، تخرج التصريحات المنددة والمهددة والمعزية، تتحرك أجهزة الأمن للبحث عن الجناة، تبدأ في القبض على بعضهم، ويظل البعض الآخر هاربًا.. يستمر الوضع هكذا لمدة أسبوعين وثلاثة، حتى تهدأ الأمور، ثم تعود الأمور كما كانت عليه من قبل.

في مصر، تسير الأمور دائمًا هكذا، كل شيءٍ جاهز، ردود الفعل مجهزة سلفًا، نفس الكلمات، ونفس الانفعالات وردود الأفعال.. إلا الأفعال؛ تظل حبيسة الأدراج والعقول والمنابر التي تطالب بتنفيذها.. لا يتحرك ساكنٌ، ولا يتغير شيءٌ..الجميع يطالب بالتغيير: في الفكر، في الخطاب الديني، في التشريعات، في تكييف المحاكمات والقضايا، في القدرات الأمنية والتأمينية، في كل شيء.. ولكن دون جدوى.

للأسف، وبعد عدد من الأزمات التي وقعت، وآخرها تفجيري الكنيسة المرقسية وكنيسة مارجرجس، وقبلهما تفجير البطرسية، طالب الجميع بعدة أمور، لم يتم التحرك نحوها، وبخاصة من مجلس النواب، المنوط به سرعة البديهة ورد الفعل، كممثل للشعب أو نائب عنه.

أول هذه الأمور، تعديل قانون الإجراءات الجنائية، لتقليص مدة التقاضي والاستئناف في قضايا الإرهاب، وسرعة الفصل فيها، ولم يتحرك مجلس النواب من أجل ذلك حتى الآن، بالرغم من عقده جلسة عامة طارئة في اليوم التالي لتفجيري الكنيستين، إلا أنه قام بعمل كل شيء يمكن عمله (في الخفاء) ووسط الزحمة، عدا النظر في تداعيات ومقتضيات الحدث القائم، والاكتفاء ببيان إدانة.

الأمر الثاني، تعديل الدستور، من خلال إحالة بعض قضايا التعدي على المنشآت الهامة في الدولة لنطاق القضاء العسكري، ولم يتم طرح الفكرة للنقاش من الأساس، والتصويت عليها سواء بالموافقة أو الرفض، بل ظلت (مجرد فكرة واقتراح).

الأمر الثالث، تجديد الخطاب الديني، لتجديد الفكر القائم، والذي كان من المفترض أن يبدأ بالتعليم، بحيث تتخذ وزارتيه قرارات عاجلة بتعديل بعض المناهج، فضلاً عن جامعة الأزهر – الأساس- لنبذ الكتب التي تحمل أفكارًا متطرفة تُدرس للطلبة، وكذلك المنابر التي تحتاج لإبعاد عدد من الشخصيات المتشددة عنها وعن عقول المستمعين إليهم.

الأمر الرابع، إصلاح منظومة الأمن، من خلال رفع كفاءة الأجهزة الأمنية وقدراتها على منع الجريمة قبل وقوعها، بحيث تمنع وقوع الكوارث، ولا تنتظر للبحث عن هوية انتحاري (مقتول بالفعل)، أو من يقفون وراءه.

أسئلة كثيرة، طُرحت، ولاتزال تُطرح بعد كل كارثة تقع، ولكن الجواب مازال واحدًا، هو البطء ثم البطء ثم البطء في اتخاذ أي إجراء حقيقي ملموس- لو كان هناك إجراء من الأساس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البطء الممنوع البطء الممنوع



GMT 13:32 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 22:28 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 10:24 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حق المنفعة في مخيمات اللجوء

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon