توقيت القاهرة المحلي 19:35:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البطء الممنوع

  مصر اليوم -

البطء الممنوع

بقلم : مينا سامي

دائمًا تخلق الأزمة ردود فعل سريعة: تنقلب الدنيا رأسًا على عقب، ينتشر الأمن في كل مكان، تخرج التصريحات المنددة والمهددة والمعزية، تتحرك أجهزة الأمن للبحث عن الجناة، تبدأ في القبض على بعضهم، ويظل البعض الآخر هاربًا.. يستمر الوضع هكذا لمدة أسبوعين وثلاثة، حتى تهدأ الأمور، ثم تعود الأمور كما كانت عليه من قبل.

في مصر، تسير الأمور دائمًا هكذا، كل شيءٍ جاهز، ردود الفعل مجهزة سلفًا، نفس الكلمات، ونفس الانفعالات وردود الأفعال.. إلا الأفعال؛ تظل حبيسة الأدراج والعقول والمنابر التي تطالب بتنفيذها.. لا يتحرك ساكنٌ، ولا يتغير شيءٌ..الجميع يطالب بالتغيير: في الفكر، في الخطاب الديني، في التشريعات، في تكييف المحاكمات والقضايا، في القدرات الأمنية والتأمينية، في كل شيء.. ولكن دون جدوى.

للأسف، وبعد عدد من الأزمات التي وقعت، وآخرها تفجيري الكنيسة المرقسية وكنيسة مارجرجس، وقبلهما تفجير البطرسية، طالب الجميع بعدة أمور، لم يتم التحرك نحوها، وبخاصة من مجلس النواب، المنوط به سرعة البديهة ورد الفعل، كممثل للشعب أو نائب عنه.

أول هذه الأمور، تعديل قانون الإجراءات الجنائية، لتقليص مدة التقاضي والاستئناف في قضايا الإرهاب، وسرعة الفصل فيها، ولم يتحرك مجلس النواب من أجل ذلك حتى الآن، بالرغم من عقده جلسة عامة طارئة في اليوم التالي لتفجيري الكنيستين، إلا أنه قام بعمل كل شيء يمكن عمله (في الخفاء) ووسط الزحمة، عدا النظر في تداعيات ومقتضيات الحدث القائم، والاكتفاء ببيان إدانة.

الأمر الثاني، تعديل الدستور، من خلال إحالة بعض قضايا التعدي على المنشآت الهامة في الدولة لنطاق القضاء العسكري، ولم يتم طرح الفكرة للنقاش من الأساس، والتصويت عليها سواء بالموافقة أو الرفض، بل ظلت (مجرد فكرة واقتراح).

الأمر الثالث، تجديد الخطاب الديني، لتجديد الفكر القائم، والذي كان من المفترض أن يبدأ بالتعليم، بحيث تتخذ وزارتيه قرارات عاجلة بتعديل بعض المناهج، فضلاً عن جامعة الأزهر – الأساس- لنبذ الكتب التي تحمل أفكارًا متطرفة تُدرس للطلبة، وكذلك المنابر التي تحتاج لإبعاد عدد من الشخصيات المتشددة عنها وعن عقول المستمعين إليهم.

الأمر الرابع، إصلاح منظومة الأمن، من خلال رفع كفاءة الأجهزة الأمنية وقدراتها على منع الجريمة قبل وقوعها، بحيث تمنع وقوع الكوارث، ولا تنتظر للبحث عن هوية انتحاري (مقتول بالفعل)، أو من يقفون وراءه.

أسئلة كثيرة، طُرحت، ولاتزال تُطرح بعد كل كارثة تقع، ولكن الجواب مازال واحدًا، هو البطء ثم البطء ثم البطء في اتخاذ أي إجراء حقيقي ملموس- لو كان هناك إجراء من الأساس.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البطء الممنوع البطء الممنوع



GMT 13:32 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 22:28 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 10:24 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حق المنفعة في مخيمات اللجوء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon