توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"تعويم الجنيه" وتداعياته على المواطن

  مصر اليوم -

تعويم الجنيه وتداعياته على المواطن

محمود حساني

خلال الـ 24 ساعة الأخيرة ، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي ، بعد قرار البنك المركزي بتحرير سعر صرف الجنيه المصري، ما بين مؤيد ومعارض، أيًا كانت التفسيرات والمبررات التي يرونها، إلا أنه، من خلال اطلاعي على وجهات نظر الجميع، وتعليقاتهم، أرى أن هناك لبسًا كبيرًا في فهم  معنى مصطلح "تحرير سعر الصرف"، ومميزاته، وعيوبه، وتداعياته.

في البداية، لم يكن أمامنا حل أخر للقضاء على السوق السوداء، في ظل الارتفاع غير المسبوق لسعر الدولار، الذي تجاوز حاجز الـ 18 جنيهًا، وكان في طريقه إلى 20 جنيهًا،، وهو قرار أراه متأخرًا جدًا، وكان من الواجب اتخاذه منذ شهر تموز/ يوليو الماضي، وعلى أي حال أن يأتي القرار متأخرًا خير من ألا يأتي أبدًا.

 وتعويم سعر صرف الجنيه، كما يُدرس لطلاب الفرقة الثالثة في كلية التجارة ، هو أسلوب في إدارة السياسة النقدية، ويعنى أن يترك البنك المركزي سعر صرف عملة ما، ومعادلتها مع عملات أخرى، يتحدد وفقًا لقوى العرض والطلب، في السوق النقدية، وتختلف سياسات الحكومات حيال تعويم عملاتها، تبعًا لمستوى تحرر اقتصادها الوطني، وكفاية أدائه، ومرونة جهازها الإنتاجي.

 وينقسم "التعويم" إلى نوعين، الأول هو "التعويم الحر"؛ ويقصد به أن يترك البنك المركزي سعر صرف العملة يتغير، ويتحدد بحرية مع الزمن، بحسب قوى السوق والعرض والطلب، ويقتصر تدخل البنوك المركزية في هذه الحالة على التأثير في سرعة تغير سعر الصرف، وليس الحد من ذلك التغير. ويسود هذا النوع من التعويم في الدول الرأسمالية الصناعية المتقدمة، مثل الدولار الأميركي، والجنيه الإسترليني، والفرنك السويسري.

 أما النوع الثاني، وهو "التعويم المدار"، فيقصد به ترك سعر الصرف يتحدد وفقًا للعرض والطلب، مع تدخل البنك المركزي، كلما دعت الحاجة إلى تعديل هذا السعر، مقابل بقية العملات، وذلك استجابة لمجموعة من المؤشرات، مثل مقدار الفجوة بين العرض والطلب، في سوق الصرف، ومستويات أسعار الصرف الفورية والآجلة، والتطورات في أسواق سعر الصرف الموازية، وهذا النوع من التعويم هو السائد في مصر، بعد قرار البنك المركزي الأخير.

بالتأكيد لهذا القرار عيوبه، ولا مجال للحديث عنها هنا، لكن ما يهمنا أن هذا القرار هو الحل الأمثل لمواجهة السوق السوداء، التي توحشت خلال الأيام الماضية، وبالتأكيد لهذا القرار تداعياته على المواطن المصري، في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها، ومن المتوقع أن نشهد موجة جديدة من الارتفاع في أسعار السلع الأساسية ، لكن لا حل أمامنا سوى التحمل والصبر، والتكاتف مع الدولة، لمواجهة تلك التحديات، وعلينا كمواطنين أن نحاول، بشتى الوسائل الممكنة، تجاوز هذه  الأزمة، والاعتماد على الذات، في تدبير احتياجاتنا المعيشية، والبحث عن مصادر أخرى للرزق، أيًا كان نوع العمل وطبيعته، حتى وإن كان لا يتناسب مع مؤهلاتنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعويم الجنيه وتداعياته على المواطن تعويم الجنيه وتداعياته على المواطن



GMT 04:01 2016 السبت ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حكومة شريف إسماعيل حان وقت رحيلها

GMT 07:47 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

تحيا الأمة بشبابها

GMT 08:30 2016 الأربعاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بعيدًا عن السياسة "2-6"

GMT 08:44 2016 السبت ,22 تشرين الأول / أكتوبر

التطوع.. الفضيلة المنسية

GMT 10:21 2016 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

150 عام على البرلمان المصري

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon