توقيت القاهرة المحلي 05:51:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خرافات شائعة عن الشعب

  مصر اليوم -

خرافات شائعة عن الشعب

أحمدعبدالله

تؤرق الشارع المصري حاليا إشكالية تطلّبت سجالات لا تتوقف في الدوائر الرسمية وغير الرسمية، تدور حول تساؤل عما إذا كان الشعب حاليا "ضحية" ويئن تحت وطأة المشكلات، أم "جاني" لايتوقف عن المطالبات والشكاوى المستمرة، ولايقوى على تحمُّل الظروف الاستثنائية التي تمرّ بها البلاد.
 
ينقسم حول تلك الجدلية معسكرات الإعلاميين والسياسيين والنوّاب، البعض يدافع عن متطلبات الشعب ويراها عادلة وأن سقف طموحاته لايعلو عن "العادي والطبيعي"، وآخرين تبنوا وجهة النظر الأخرى لدرجة وصلت من لوم الشعب إلى "تعنيفه والإساءة إليه" والتأكيد على أنه لايتسحق القيادة السياسية الحاكمة له الآن.
 
بقليل من التروي والتدبُّر وتوسيع الرؤية بشكل أفقي طوال السنوات الماضية، سيتضح أن الشعب المصري في حالة "انتظار" دامت عشرات السنوات، يتحصّن بـ"الصبر" ويجيد "مسايرة أموره" طوال تعاقُب الحكومات والوجوه عليه طوال العقود الماضية، لايفعل شيئا سوى "العشم" في غد مشرق يحمل أحوال أفضل، وهو مايظهر في موروثاته الشعبية والجمل الدارجة بين دوائره، والتي دائما ما تركز على "الحمد في كل الأحوال"، والصبر على البلاء، والثبات عند المحن، حتى باتت أجيال كاملة لاتعرف سوى تلك النغمة.
 
وعلى الصعيد العملي لا تلمح للشعب – حال تقرّبت منه- أي نوازع للتكاسُل أو الخمول والتقصير كما هو شائع، وتستطيع أن تستدل على ذلك عن طريق منتجاته الفنية والسينمائية والأدبية، والتي وثّقت بالصوت والصورة حالة من الدأب المتواصل والسعي المستمر لكسب لقمة العيش، والمحاولات التي لا تتوقف لعدم حجز كرسي وسط "العاطلين" عن العمل.
 
فضيلة العمل عرفها المصريون منذ بزوغ فجر تاريخهم، وفي أحلك فتراتهم تجد من يروي لك لجوئه للعمل "فترة وإثنان وثلاثة" لمدد زمنية تكاد تقارب الـ 18 ساعة يوميا لسدّ احتياجات العيش، وباستثناء "شرائح ثرية" معتاد تواجدها في أفقر دول العالم، ستجد أن الأغلبية العظمي لاتحتاج أية إرشادات لطرد مظاهر الرفاهية من حياتها، يتكيفون بأقل الإمكانات ويتعايشون بالكفاف من العيش.
 
وفي المقابل فإنك حال وجدت أحد الفصول الدراسية في حالة فوضى أو عدم انتظام للإملاءات فعلى من يكون اللوم "المدرس" المباشر عن الفصل وإدارة المدرسة، أم تلوم الطلاب اللذين لم يلتزموا في غياب أي "ضابط أو رابط"، وبالمثل حال المجتمع ككل، فلا تطالبه بأقصى آيات الإلتزام ومظاهر الانضباط وضرب أروع الأمثلة في التحضر والرقي دون أن تتولي الحكومات مسؤولية تعليمهم وتهذيبهم، وزرع القيم الإيجابية فيهم، وهي أشياء "لاتُفنى ولاتستحدث من العدم".
 
وبالتالي في وجهة نظري المتواضعة أن على الأجهزة التنفيذية للدولة والمنابر الإعلامية والسياسية التابعة لها أن تركّز مجهوداتها على توفير "الحد الأدنى" من متطلبات الشعب بدلا من صبّ اللعنات عليه لمجرد أنه "يئن ويشكو"، ويدركوا أن "خامته" أصيلة وتستطيع أن تتحمّل أشد أنواع المشكلات والأزمات شريطة أن يجد "بادرة أمل" في نهاية النفق.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خرافات شائعة عن الشعب خرافات شائعة عن الشعب



GMT 16:18 2023 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 16:33 2022 الأحد ,13 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 13:32 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 22:28 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 21:23 2019 السبت ,08 حزيران / يونيو

الثانوية الكابوسية.. الموت قلقا

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon