توقيت القاهرة المحلي 19:35:15 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حنوا إلى أوطانكم.............

  مصر اليوم -

حنوا إلى أوطانكم

بقلم جمال علم الدين

عندما كنت صغيرًا نشأت على حب الأوطان والأماكن التي تحتوي على أصغر الذكريات حتى وإن كانت مؤلمة وقاسية لم أشعر في يوم من الأيام برغبة ما كالهروب منها بين أفكاري رغم الأحداث الكثيرة التي تمر علي في حياتي إلى أن كبرت، لم أشعر يومًا أني أود التمرد على وطن قد كان ملجأً لي حين اشتدت علي عثرات الحياة وظلامها الدامس ففي كل ثانية كنت أتنفس بها كانت من هواء أحد الأوطان بعضًا منها بين أحضان والدتي والبعض منها على أكتاف والدي وأخرى على أتربة إحدى شوارع المدن التي أعيش بين جنباتها.

وبعضًا من الأوطان قد تكون على هيئة بشر كانو لنا كل شيء، هواء نتنفسه ويتنفسنا، طين نشتم رائحته حين يختلط بالرذاذ صباحًا، قطرات من المطر تلتصق بزجاج النوافذ، موسيقى مرتبطة بلحظات ما، أرض لعبت بها يومًا، مدرسة تعلمت بين فصولها ومراحلها ، صداقة لم تنتهي حتى بالانتقال من دولة إلى أخرى أو ربما مواقف غيرت ما في داخلنا.

لم أنسى يومًا وطن قد ضمني إليه حين بكيت وفرحت، وتألمت وضحكت، لن أنسى شخصًا أهداني السعادة وهو يفتقدها وأهداني الراحة وهو يحتاجها، لن أترك أرضًا سرت على طرقاتها، ولن أرحل عن أماكن تنفست من نسائمها.

حتى وإن غاب جسدي فلن تغيب عن مخيلتي وذاكرتي لأنني أشعر وكأن تلك الأوطان تحن إلى وتشتاق إلى مجيئي وعودتي وربما تحتاجني فلن أخذلها يومًا.

لذا ينتابني الشعور بالحزن والأسى حين أجد أن هناك شخصًا تجرد من الشعور تجاه مكان ما قد ينتمي إليه ذاتيًا أو كان هناك رابط معنوي يربطه بتلك الأماكن.

حنَوا إلى أوطانكم فهي أيضًا تحِنْ وتئِنْ إليكم وتودَ أن تبوح لكم بما في داخلها فالشعور بالانتماء اتجاه مكان ما جزء لن يتجزأ من حياتنا وربما يكون متنبئًا لما سنمضي إليه مستقبلاً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حنوا إلى أوطانكم حنوا إلى أوطانكم



GMT 16:18 2023 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 16:33 2022 الأحد ,13 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 13:32 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 22:28 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 21:23 2019 السبت ,08 حزيران / يونيو

الثانوية الكابوسية.. الموت قلقا

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon