جمال علم الدين
أحيانًا تحاولُ ألاّ تكتب، تحاول أن تلزم الصمت، أو الحياد بلغة العامة، ولكنّك تشعر بدافع كبير، يشدّك من لسانك، ويدفعك للحديث، كما يدفع بك الظمأ السير للماء! وهناك من تكون حاجتهم للحديث أشدّ من حاجتهم للماء؛ لأنّ الحياة عندهم تكون بمقدار ما يفعلون لا بمقدار ما يشربون.
إنّ الذين لا يستمعون للحديث، ولا يروق لهم التفكر والتدبر في مظاهر الحياة ومواقفها اعتادوا دون شكّ أن يعيشوا لذاتهم، فيفكروا فيها فقط، ويحلموا لها، ويعملوا وفق ما تشتهي، لا وفق ما ينبغي. أولئك اعتادوا أن يسيروا عكس التيار دائماً، ويعتقدون أن الأمر كله يملكونه. وأنّ الدنيا حبالها بأيديهم، يشدونها متى شاؤوا، يخلون سبيلها عندما يطيب لهم ذلك.
ولن أستقصي كثيرًا، فالداء الذي استوطن عقولنا يأبى الرحيل، ِِوقلوبنا في حالة رقص، أشدّ ما يكون الرقص جنونًا، ولا يكون ذلك وفينا قليل من عافية، أو ضمير نسمح له أن يقول كلمة الفصل!ِِِِِِِِِ