توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من يحاسب البرلمان وأعضائه ؟

  مصر اليوم -

من يحاسب البرلمان وأعضائه

محمود حساني

مجلس النواب أو البرلمان المصري يتكون من 568 نائبًا من عامة الشعب، أختير من قبل نفس الشعب عبر آليات ديمقراطية، وعلى مدى حقبة من الزمن تمثل تاريخ الحياة النيابية المصرية، بدءًا من عام 1866، تعاقبت على البلاد سبعة نظم نيابية تفاوت نطاق سلطاتها التشريعية والرقابية من فترة لأخرى ليعكس في النهاية تاريخ نضال الشعب المصري وسعيه الدؤوب من أجل إقامة مجتمع الديمقراطية والحرية.

والبرلمان هو السلطة التشريعية في جمهورية مصر العربية ويتولى اختصاصات مختلفة ورد النص عليها في الباب الخامس من الدستور القديم، فوفقًا للمادة 86 من الدستور المصري المُعدل في عام 2014 ، يتولى البرلمان ، سلطة التشريع، ويقر السياسة العامة للدولة، والخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والموازنة العامة للدولة، كما يمارس الرقابة على أعمال السلطة التنفيذية.

ومن حق أعضاء البرلمان استجواب ومحاسبة الحكومة ابتداءً من رئيسها مرورًا بالوزراء وإلى أدنى وظيفة في الدولة وحسب القانون وليس عشوائيًا أو انتقامًا، ومن حقه أيضاً سحب الثقة عن أي مسؤول في الدولة، وهذا مقر في جميع بلدان العالم المتحضرة والتي تعمل تحت خيمة الديمقراطية، عضو البرلمان يمثل عددًا معينًا من أبناء منطقته التي ترشح عنها ومن كافة الشرائح، يمثلهم في البرلمان ويطالب بحقوقهم ، حينما يخرج العضو عن الأطر والقوانين والنظام الداخلي للبرلمان يصوت عليه داخل قبة البرلمان لحجب الثقة عنه ورفع الحصانة ومن ثم يحال إلى القضاء ليحاسب على جريمته وحسب القانون والديمقراطية أيضاً.

السؤال، إذا ماتهاون العضو المنتخب أو قصر بواجباته تجاه ناخبيه بدفاعه عن مظلوميتهم وإمتناعه القيام بالعمل الموكل إليه وخيانته للثقة التي منحه إياه الناخب، من سيحاسبه على ذلك؟ الحكومة أم القضاء؟ أم المجلس نفسه؟ لاأعتقد أن يقوم أحد من هؤلاء بمسآلته.

في عدد من الدول المتقدمة، أعطى الدستور، للمواطنين أو الناخبين الحق في سحب الثقة عن نائبهم في البرلمان، حال إخلاله ببنود العقد المبرم بينه وبين الناخبين، ونقصد بالعقد هنا، ما قاله النائب قبل فوزه في الانتخابات، وما قطعه على نفسه من وعود لناخبيه، وما تضمنه برنامجه الانتخابي، فإذا أخل به، كان للناخبين حق سحب الثقة منه  مُجدداُ، وهو ما يعرف بـ " الرقابة الشعبية " على النواب.

وواقع الحال في مصر،  ليس هناك طريقة محددة كفيلة لمحاسبة البرلمان ونوابه حال إخلالهم أو الخروج عن مقتضيات وظيفتهم، باستثناء  حال ارتكاب عضو البرلمان، فعلاً يُشكل جريمة جنائية ، في هذه الحال هناك طرق معينة تضمنها الدستور ولائحة البرلمان  من خلال رفع الحصانة عنه، غير أن ما يهمنا، هو من يُحاسب أعضاء البرلمان، حال إخلالهم بالعهود التي قاطعوها على أنفسهم أثناء جولاتهم الانتخابية أو إخلالهم بواجباتهم تجاه الناخبين.

فما فعلته النائب زينب الشرقاوي داخل قسم شرطة مدينة نصر، وتهديدها لضابط شرطة، فهو يدخل تحت بند استغلال النفوذ، لاسيما أن التحقيقات بيّنت في هذه الواقعة، أن الضابط  كان يمارس مهام عمله  تجاه ابن شقيتها التي ارتكب فعل يُحاسب عليه القانون، كذلك نفس الحال مع النواب الذي لا يحضروا جلسات البرلمان، الأمر الذي يتسبب بطبيعة الحال في عدم اكتمال النصاب القانوني  وبالتالي تعطيل مناقشة التشريعات ومشاكل المواطنين. كنا نأمل ونحن  من قمنا بثورتين، تغيير عقيدة الماضي، ويصبح النائب قبل أن يكون مسؤولاً عن مراقبة الحكومة ، مسؤولاً من جانب من انتخبه، وأن ينص الدستور المصري صراحةً على حق الناخبين سحب الثقة من النائب حال إخلاله بواجباته تجاههم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يحاسب البرلمان وأعضائه من يحاسب البرلمان وأعضائه



GMT 10:04 2017 الأربعاء ,24 أيار / مايو

تعدّد الأجهزة الرقابية "بيروقراطية الزير"

GMT 08:20 2017 الثلاثاء ,28 آذار/ مارس

النقد الذاتي في البرلمان

GMT 14:41 2016 الجمعة ,23 كانون الأول / ديسمبر

الحكومة والبرلمان وجهًا لوجه

GMT 13:14 2016 الجمعة ,09 كانون الأول / ديسمبر

"الحتميات المؤجلة" للبرلمان المصري

GMT 22:25 2016 الإثنين ,13 حزيران / يونيو

إلغاء العقوبات هل يشجع على ازدراء الأديان ؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon