محمد الدوي
"مذاكرة إيه يا بابا إحنا جيل مش هاروح", قالتها طفلة في الصف الرابع الإبتدائي, عندما سألها والدها في المترو, ماذا ذاكرتِ اليوم؟, فردّت عليه بهذه الجملة, التي توقفت عندها كثيرًا, فالأمر أصبح خطيرًا جدًا لا يستطيع أيّ أنسان تحمّله, والسبب في ذلك هو أننا نعيش حاليًا وسط مفاسد كثيرة جدًا بالنسبة إلى أطفالنا, فأسوأ ما دخل العالم العربي ثلاثة أشياء، وهي "الدش والإنترنت والمحمول", ليس لأنها غير مفيدة، ولكن لسوء استخدامهم استخداما صحيحًا، فقد ثبت بالإحصاءات أن أكثر دول العالم استخدامًا للمواقع الإباحية هي الدول العربية, كما أن استخدامات التليفون "المحمول" أصبح أيضًا يُستخدم كثيرًا في المعاكسات, والوالد يُرضي ولده ويأتيه بما يريد، ويحقق أمانيه عن طريق شرائه جهاز تلفون له, أما "الدش" فهو الأسوأ من نوعه؛ لأن أبناءنا يتربَّوْن على الأغاني الشعبية المنحطّة والأفلام التي أصبحت خالية من الذوق الرفيع، فمهما كانت تربية الأباء والأمهات لهم في البيوت مستقيمة فممكن أن يلتقط الطفل من الشارع أو من زميله في الدراسة، وأصبحنا "أمّة بلا أخلاق".
ولكن العجيب كل العجب أنه بعد قرار رئيس الوزراء المصري المهندس إبراهيم محلب بوقف فيلم "حلاوة روح" لهيفاء وهبي وجَّه بعض المثقفين له نقدًا لاذعًا لا أعلم لماذا؟ ولكني اعتبرها نقطة انطلاقة وبداية للعودة الى الفن الجميل، والذي يبتعد كل البعد عن الإسفاف والخلل، فالذي يقوم بعمل فيلم أو مسلسل فيه ألفاظ خارجة وخادشة للحياء من الممكن أن يوقفه المسؤولون في الدولة، وأيضًا ينبغي أن تتحرّك الرقابة الراكدة التي أصبحت بلا دور، ولا تمثل شيئًا في المجتمع.