ماذا حدث لنا حتى وصل بنا الحال إلى تزايد عدد الملحدين ؟وهل أصبح الإلحاد في هذا الزمن موضة أم ظروف كثيرة دفعت الشباب إلى هذا الطريق؟
في البداية لابد أن نعترف بأننا نعيش في ظروف صعبة ومعقدة ولابد أن نعترف أن الشباب لا يجد من يأخذ بيده إلى الطريق الصحيح والنتيجة شباب يذهب إلى الجماعات المتطرفة وشباب يختار أن يكون ملحدًا؛ لأنه لم يجد فرصته ولم يحقق أحلامه في حياه كريمة وتكوين أسرة سعيدة.
الشباب الذي اختار طريق الجماعات المتطرفة أيضًا هو شباب ملحد لأنه اختار أن يؤمن بأفكار هذه الجماعات في القتل وسفك الدماء على الطريقة الداعشية ونسي أن الله سبحانه وتعالى سيحاسبه على هذا الفساد الذي يحدثه في الأرض وهذا النوع من الشباب هو أخطر في الإلحاد عن الشباب الذي اختار الإلحاد موضة مثله مثل شباب كثير فقد الأمل في بلده
لكن ما الذي جعل هذا الشباب يسلك طريق الإلحاد ؟
الأسباب كثيرة ولعل أهم سبب في ذلك غياب العدل لأنه إذا غاب العدل وأحس الإنسان بغياب العدل في حياته فسوف يتحول ويتولد عنده شعور بالكراهية والحقد اتجاه المجتمع لان هذا المجتمع ظلمه في كل شيء
ظلمه في حقه بالتعيين رغم تفوقه في الجامعة أو مؤسسة كبيرة لأنه ليس من أصحاب الواسطة والمحسوبية وليس عنده احد يتوسط له للعمل في المكان الذي حلم بالعمل فيه منذ الصغر
ظلمه لأنه اتجه للعمل في مكان آخر لم يحلم بالعمل فيه أو بالأحرى وظيفة اقل من المؤهل الذي حصل عليه وبمرتب لا يكفي لمدة يومين في هذا الزمن الذي توحش فيه الغلاء وربما لا يجد فرصة عمل أصلا
ظلمه لأنه لم يستطيع أن يكون لديه أسرة محترمة وأسرة سعيدة تفيد هذا المجتمع في المستقبل
وإذا سألتني هل من حق هذا الشباب المظلوم الذي يشعر بغياب العدل ويشعر بالظلم والقهر في مجتمع لا يهتم به ولا ينظر إليه أصلا يهتم وينظر فقط إلى أبناء الكبار أن يلحد؟
الإجابة وبكل أسف هذا الشباب من حقه أن يلحد أو ينضم إلى الجماعات المتطرفة لأن الدولة غائبة عنه في كل شيء
الدولة للأسف نسمع منها تصريحات لمسؤولين عن توفير فرص عمل بينما ملايين الشباب في مصر عاطل عن العمل كل بيت في مصر لديه شباب وبنات عاطلين عن العمل وهناك من تجاوز عمره الأربعين عاما ولم يعمل حتى الآن
بالله عليكم متى يشعر هؤلاء الشباب بقيمتهم ووجودهم في هذا المجتمع الذي يبغضهم
وللأسف القدوة غائبة في كل شيء حتى في الإعلام الذي من المفترض أنه يلعب دور الرسالة يقوم بعرض أشياء بعيدا عن المسؤولية تماما بداية من المسلسلات التي تشجع على الإدمان والبلطجة والدعارة مرورا ببرامج المقالب المستفزة والإعلانات عن الكومباندات والشاليهات والسيارات الفارهة بآلاف الجنيهات للكبار والصفوة من المجتمع
في نفس الوقت يشاهدها ملايين الشباب الذين لا يجدون فرصة عمل ونهاية ببرامج التوك شو والذين لا يبحثون إلا عن مصالحهم الشخصية في عالم يتحكم فيه المال ورجال الأعمال
ملف الإلحاد والتطرف من أخطر الملفات التي يجب أن نفتحها جميعا ويجب أن تتدخل الدولة والإعلام ومنظمات المجتمع المدني ورجال الدين وندرس حالة كثير من الشباب في هذا المجتمع الذي اختار طريق الإلحاد ويجب أن يكون هناك مشاركه مجتمعيه من الجميع ومساعدة هذا الشباب
عدد الملحدين في تزايد وعدد المتطرفين في تزايد وإذا لم ندرس المشكلة ونضع حلولا حقيقية لذلك فإننا أمام وضع خطير بداْ فعلا في الانفجار وسوف يخلق لدينا أجيال جديدة ليس لديها انتماء لأي شيء لا لبلدها ولا للمجتمع الذي تعيش فيه ولا حتى لله عز وجل الذي خلقهم
ورجال الدين عليهم دور كبير في توعية هذا الشباب والأخذ بهم إلى الطريق الصحيح حتى يكونوا أعضاء فاعلين في مجتمعهم ويخدموا المجتمع ويكون لديهم ولاء وانتماء لبلدهم بعيد عن الأفكار الهدامة التي تهدم الأوطان
اللهم احفظ شبابنا واحميه من كل سوء يارب العالمين