أسيوط - مدحت عرابي
تبدأ عادة أولى جلسات مجلس النواب بصورة مشرفة ومظهر لائق بكيان مصر ومكانتها أمام العالم وخاصة مع بث هذا على وسائل الإعلام.
وبدأت الجلسة بتأدية اليمين الدستوري للأعضاء وكل عضو يمسك بورقة "أسئلة الامتحانات" لقراءة اليمين ويتحول عضو مجلس النواب إلى طالب يردد معادلة أو جدول ضرب لم يحفظه أمام المدرس وتبدأ الحصة بالمجلس بالطالبات المتفوقات.
ويفاجىء المجلس بظهور أحد أعضائه بنظارة الشمس السوداء وكأنه على الشاطىء بالمصيف ليظهر ليعترض على القسم دستوريًا وطبعًا نحن نعرفه جيدًا يحب الاعتراض على كل حاجة.
وقال العضو لا أحلف اليمين كموضوع إنشاء ولا وصاية عليّ من أحد وبلاش شغل المخبرين وأنا أعرف الدستور والقوانين وعليّ الطلاق لا اعترف باليمين ولا 25 يناير ويتحول المجلس في هذه اللحظة إلى قهوة بلدي لنحلف بالطلاق.
ويقف جميع الأعضاء والأحباب ليتناقشوا مع العضو المعترض وكأننا في فرح وكله بيلم النقطة ثم تأتي أصوات باقي الأعضاء في همس وفوضى واحد بيقول الثاني أنا ما نمت ويرد أنا مش قولتلك تعالى نام معايا وننتقل إلى آخر يقول أنت جيبت اللابات.
فتحولت الجلسة بعد ذلك إلى خناقة بين الأعضاء وكأننا بالشارع ولا يستطيع القائم برئاسة المجلس السيطرة على الأعضاء المحترمين وهكذا نصل ليس إلا الرقي والتقدم ومعرفة النائب حقوقه ووجباته وكيف يدافع عن المواطنين الذين يضعون أصواتهم أمانة معه للمطالبة باحتياجاتهم من الحكومة ولكن نراه يطالب لعائلاته وأقاربه وينسى الناس في ظلام إلى أن تقوم الساعة.