بقلم - أحمد المالكي
لماذا غضب أردوغان من اتهامات روسيا له بشراء النفط من "داعش" وتصديره عبر المواني التركية؟ هل استيقظ الضمير الأردوغاني فجأة بعد دعمه كل عمليات "داعش" في سورية، وتسهيله دخول الراغبين في الانضمام إلى تنظيم "داعش" من كل دول العالم عبر الأراضي التركية إلى سورية؟
أردوغان منذ ظهور تنظيم "داعش" والجميع يعرف أنه متورط مع هذا التنظيم، وساعد على توحشه في سورية، والأدلة الروسية بشأن مساعدة تركيا تنظيم "داعش" حقيقية، لكن روسيا كانت على علم بذلك، والسؤال لماذا لم تظهر روسيا هذه الأدلة سابقا إلا بعد أزمة إسقاط الطائرة الروسية على الحدود السورية ـ التركية، والغريب أيضا أن روسيا حليفة الأسد، والمدافع عن عرينه، اتهمت تركيا بذلك، لكنها تعرف أن الأسد يشتري النفط من "داعش" عبر وسطاء وسماسرة قد يكونون هم أنفسهم من يبيعون النفط إلى تركيا.
إذن، الأسد يدعم "داعش" بشراء النفط من التنظيم، وأردوغان يدعم "داعش" بتسهيل دخول عناصر التنظيم عبر الأراضي التركية إلى سورية، إضافة إلى قيام أردوغان ونجله بلال بشراء النفط من "داعش" وتصديره عبر المواني التركية إلى الخارج.
وبحسب روسيا فإن عدد الشاحنات التي تخرج من سوريا يوميا 8500 شاحنة، تحمل 200 ألف برميل من النفط، بينما يريد أردوغان أن نصدق أكاذيبه التي يدعي فيها أنه غير متورط مع "داعش" في تجارة النفط، وطبعا يستحيل أن يدخل هذا العدد من الشاحنات إلى الأراضي التركية دون علم الحكومة التركية، إلا إذا كان هناك دولة داخل الدولة التركية تتحكم فيها، وإذا افترضنا أن هناك قوة خفية سوف تكون هذه القوة هي القوة الأردوغانية العائلية.
أردوغان الذي قال إنه سوف يتنحى إذا ثبت قيامه بتجارة النفط مع "داعشط، كررها أيضا خلال لقاء له في جامعة الدوحة، أثناء زيارته قطر الأربعاء، ويبدو أنه أردوغان آخر غير الذي يحكم تركيا بالحديد والنار، ويقوم بالاعتقالات للمعارضين، وإغلاق الصحف والقنوات المعارضة، وتكميم أفواه المعارضة والصحفيين، الذين وجهوا له اتهامات بأدلة تثبت تورطه بمساعدة تنظيم "داعش"، أردوغان الذي يرفض اتهامات روسيا ويعتبرها إهانة للدولة التركية انكشف وانفضح أمره أمام العالم كله، بأنه أكبر راع للإرهاب في العالم ياْتي بعده أمير قطر الذي يتفاوض مع جماعات "داعش" و"النصرة".
لكن ماذا عن الحلول الدبلوماسية للأزمه السورية، بعد الخلافات بين روسيا وتركيا؟ وهل تؤثر هذه الأزمة على الحل السياسي للأزمة السورية؟
من وجهة نظري، بلاشك أنها سوف تؤثر، بخاصة أن روسيا قالت إن إسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا عقّد مفاوضات سورية، لكن الجانب التركي الذي يرتعد من القيصر بوتين مازال يصر على التفاوض مع روسيا لإنهاء الأزمة، بحسب وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، والرئيس التركي أردوغان، لكن هل ستنجح المساعي التركيه لتخفيف حدة التوتر؟ هذا ماسوف تكشفه الأيام المقبلة.