توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المؤامرة ورقعة الشطرنج

  مصر اليوم -

المؤامرة ورقعة الشطرنج

إبراهيم حسن

بين ايمان البعض منا بتآمر الغرب علينا ورفض البعض الاخر لأسباب هذا التآمر المزعوم يسوق كل من الطرفين حجج واسانيد تقنع بالحتم غيرهما من جمهور الناس بالأمرين معا أي بوجود المؤامرة ذاتها وفي نفس الوقت بعدم وجودها او على الأقل بانعدام أثرها على الجمهور ولن نتكلم هنا عن حجة كل طرف ولكن سنحاول الحديث عن امر مختلف وهو مشروعية المؤامرة فالأمر اذن بين جمعين كل جمع يتحرك ناحية الجمع الاخر ليوسع مدي خيارات الثروة والقوة لديه ويعظم قدرته على الحركة.  فالمؤامرة نتاج الخوف سواء من الاخر او الخوف من المستقبل والذي يتحول الي اتجاه خزن الثروة حتى لو كانت على حساب الاخر وهو ما يراه هذا الاخر جور على حقوق لم يستطع الحفاظ عليها ولكن هل يعني ذلك ان المتآمر عليه لا يستخدم ابدا المؤامرة ليوقع بالطرف الاخر ما اوقعه به والاجابة عن ذلك امر بديهي بطبيعة الحال فوجود المؤامرة ناتج الاختلاف والخوف فليس من المعقول ان ننكر فعل التآمر ونكرس أسبابه ونغديها بادعاء تآمر الغير وعداوته لنا وكأننا لا نقوم بذلك أيضا
وهو ما نشاهده على رقعة الشطرنج
فالقطع الكبيرة البيضاء في الخلف لا تتمتع ابدا بحرية الحركة الا بدفع البيادق امامها ناحية القطع السوداء للاستيلاء علي اكبر قدر من المربعات لتستخدم قدرتها علي الحركة في تحجيم حركة المنافس لتمنعه من تهديدها في النقلة التالية وهو الشيء الذي يراه الأسود تآمرا للأبيض للإيقاع به والفتك بقطعه في الوقت ذاته لن يتوانى الأسود عن الاستيلاء علي الوزير الأبيض ان لاحت له الفرصة محاولا ضرب القطع الضعيفة واستغلال المواقف المتأخرة عند الخصم  ويسمي كل طرف سد الثغور في مواجهة الطرف الاخر تآمر . اذن فالمؤامرة من كل الأطراف مشروعة ليصل الدور الا ما لانهاية او التعادل علي الرقعة او الي دوام الحياة علي الأرض وهو الغرض الاسمي لوجود الانسان  تصديقا لقول الله تعالي { وَلَوْلَا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ } (سورة البقرة 251)
فألحياه وعمارة الكون هي السر الأكبر والانسان مجرد جزء من ذلك كله فحكمنا على الأشياء يجب ان يكون شاملا ولا يعتمد على ان الانسان هو مناط الحكم الوحيد

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المؤامرة ورقعة الشطرنج المؤامرة ورقعة الشطرنج



GMT 16:18 2023 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 16:33 2022 الأحد ,13 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 13:32 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 22:28 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 21:23 2019 السبت ,08 حزيران / يونيو

الثانوية الكابوسية.. الموت قلقا

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon