القاهرة – فريدة محمد
عمل لأخر لحظة لم يغيبه المرض عن أهم الاستحقاقات السياسية التي شهدتها مصر خاصة الانتخابات البرلمانية التي لعب فيها دورا فاعلا ، و نجح فيما فشل فيه آخرون ، أنه اللواء سامح سيف اليزل الذي وافته المنية أمس ، حيث كان المايسترو الذي أدار ملف التنسيق بين الأحزاب في الانتخابات البرلمانية لعام 2015 .
لقبه البعض برجل النظام الجديد رغم أنه جمع كل الأطياف ولم يركز على فصيل واحد ، وزاد الهجوم عليه بعد نجاح قائمته التي ضمت ما يقرب من 120 اسم لكنه ظل صامتا ، ورغم الخلافات الشديدة بين القوى السياسية نجح في إحداث تقارب و تعاون بين أحزاب فشلت في التنسيق فيما بينها وهي المصريين الأحرار والوفد ومستقبل وطن ، حيث أسس تحالف دعم مصر الذي استطاع أن يكون تحالف الأكثرية في مجلس النواب ، وأن يسيطر على القرار داخل البرلمان بعد أن استطاع ترتيب أوراقه من الداخل .
اليزل نجح فيما استعصى على آخرون بسبب الخلافات الشديدة بين الأحزاب و القوى السياسية فبعد فشل تحرك كلا من عمرو موسى الأمين العام السابق للجامعة العربية و رئيس الوزراء الأسبق كمال الجنزوري .
الجنرال لم يفتخر بما أنجز بل تعامل و كأنه يؤدي مهمة يجب أن ينجزها بأي طريقه ، و لم يمت إلا بعد أن سلم الراية لمؤسسات داخلية تستطيع إدارة التحالف بشكل مؤسسي ، المرض لم يسمح له بأن يرى نتيجة إنجازه لكنه هزمه ليؤدي المهمة حيث كان يجوب المحافظات خلال الانتخابات رغم مرضه و سفره الدائم للعلاج " .
تخرج اليزل من الكلية الحربية عام 1965 واشترك في حرب 1967 وحرب الاستنزاف و أشترك في حرب أكتوبر 1973 ، كان ضابطاً بالحرس الجمهوري المصري ثم بالمخابرات الحربية المصرية حتى رتبة مقدم ثم خدم بعد ذلك في المخابرات العامة المصرية حتى رتبة لواء
تقلد اليزل العديد من المناصب كان منها عمله في السفارة المصرية لدى كوريا الشمالية، ورئاسة مركز الجمهورية للدراسات الأمنية ثم أصبح رئيس تحالف الأغلبية ، حين ترشح عن قائمة في حب مصر، حيث ساهم في تشكيل تحالف انتخابي قوي جمع بين أحزاب ومستقلين ورجال أعمال بارزين استطاع أن يكتسح نتائج المرحلتين الأولى والثانية من الانتخابات البرلمانية.
وبعد أن دخل عالم السياسة واجه اتهامات عديدة منها إعادة إنتاج حزب وطني جديد بمجلس النواب لكنه ظل واثقا من نفسه ولم يهتز للحظة ولم يتراجع خطوة ، و سبق ذلك قيامه باتصالاته مع الأحزاب و المستقلين ، المرض لم يساعد اليزل في استكمال المسيرة التي بدأها حيث ظهرت عليه علامات المرض ثم الوفاة بعد ما يقرب من شهرين من انعقاد مجلس النواب ، لم ينافس أحد اليزل في رئاسة الائتلاف و من المقرر أن تحسم الانتخابات الداخلية للتحالف خليفته الجديد .