بداية عاصفة الحزم تأخرت كثيرًا وكان لابد من حدوثها بداية من محاولة الحوثيين السيطرة على مفاصل الدولة في اليمن وإدخال البلاد في صراع يشعل المنطقة في الشرق الأوسط بالكاملن ولكن كما نقول دائمًا إن كل تأخيرة وفيها خير، لا أحد يعرف ماذا كان سيحدث إذا حدثت هذه الضربات قبل ذلك.
وللأسف هناك بعض الأقلام المغرضة التي بدأْت تشكك في أي تحرك عربي جاد تجاه القضايا والصراعات الموجودة في المنطقة، وهذه الأقلام للأسف رغم أن صوتها قد يكون مسموعًا إلا أنها أصبحت مكشوفة للجميع وأصبح الجميع يعرف ماذا يريد هؤلاء المغرضين من أجل مصالح شخصية لهم ليس إلا.
ومن هؤلاء من ينتمون إلى تيار حركات تدعمها إيران التي لابد من مواجهة حاسمة معها وقطع يدها عن المنطقة العربية بعد أن ثبت أنها لا تريد استقرار المنطقة العربيه وتريد إشعال المنطقة بالكامل حتى تسيطر عليها كما فعلت في العراق وسورية واليمن وتحاول في لبنان إشعال نار الفتنة من جديد عن طريق أنصارها جماعة حزب الله لتعطيل الحياة السياسية في لبنان.
إيران أفعي تحاول بث سموها في المنطقة العربية لكنها لن تستطيع مهما فعلت، ودعمها وتاْييدها الرئيس السوري بشار الأسد ودعمها الجماعات المسلحة من الحشد الشعبي الشيعية في العراق وحزب الله في لبنان وحماس وجماعة الجهاد الإسلامي في فلسطين أغراضه معروفة، والغرض منه كما قال الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية في أحد لقاءاته هو لأغراض دينية وسياسية، لكننا لا ننظر كما تنظر إيران إلى الوضع الحالي.
إيران تنظر إلى المنطقة العربية من جانب ومنظور طائفي ومذهبي وهذا ما يريده الغرب وأميركا أن تتحول المنطقة العربية إلى كرة نار ملتهبة بالصراع بين السُنة والشيعة.
وللأسف بعض الدول تؤيد النظرة الإيرانية في ذلك وتشجع التدخل الإيراني في المنطقه العربية، وعلى رأس هذه الدول العراق بحكومتها التي تري أن إيران لابد أن تكون موجودة في العراق وعلينا أن نعترف بأن الصراع السُني الشيعي موجود في العراق بسبب الاحتلال الأميركي للعراق أولًا، وثانيًا التدخل الإيراني في العراق ولا يخفى على أحد أن أيّة حكومة عراقية تاْتي تكون بمباركة إيرانية وولاء الحكومة لابد أن يكون لإيران.
وهذا وضح أكثر في عملية عاصفة الحزم في اليمن والغضب العراقي الواضح مما حدث لوقف انقلاب الحوثيين، وتصريحات وزير الخارجية العراقي بأنه غير راضي عن التدخل العسكري في اليمن وكان لابد من حل سياسي، رغم أن الحل السياسي لم يجدِ نفعًا إلا أن وزير الخارجية العراقي تطغى عليه الصيغة الإيرانية والغضب الإيراني من وقف جرائم الحوثيين في اليمن.
والسؤال الآن، هل يمكن أن نرى عاصفة الحزم تقاوم التدخل الإيراني في دول أخرى وهل نرى عاصفة الحزم تضرب الجماعات التابعة لإيران سواء في لبنان أو فلسطين، التي تحاول عرقلة الانتخابات، والسؤال الأهم هل تستطيع الدول العربية إخراج اليد الإيرانية التي تعبث في سورية وإسقاط نظام بشار الأسد.
وماذا لو تكرر سيناريو عاصفة الحزم بمسمى جديد من السعودية، ماهي الدول التي ستشارك مع السعودية لإسقاط نظام بشار الأسد؟ وهل تلتقي وجهة النظر السعودية مع وجهة النظر المصرية في خلع نظام بشار الأسد؟ أم أن السعودية لن تسبب الإحراج لمصر وتطلب منها ذلك.
وكما أعلنت مصر تأييدها الكامل والمطلق في الهجوم على الحوثيين والحدّ من قدراتهم ودعم الشرعية في اليمن؟ وهل نرى هذا التأييد المصري مرة أخرى إذا حدث هجوم من السعودية على نظام بشار الأسد في سورية.
لا أحد يعلم على الأقل بواطن الأمور لكن دائمًا المفاجآت واردة في كل شيء، لكن ما نتمناه أن تظل اليقظة العربية مستمرة تجاه القضايا والمشاكل والأزمات التي تعصف بالمنطقة العربية ومواجهة أي خطر يهدد أمن واستقرار المنطقة العربية وإيجاد حل حقيقي للقضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الغاشم على أراضيها بعد أن غابت القضية الفلسطينية عن العرب بسبب مشاكل الأمن القومي العربي وقضايا التطرف.