توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نهاية إسرائيل

  مصر اليوم -

نهاية إسرائيل

محمد أديب السلاوي

بعد الهجمة الإسرائيلية / الإرهابية السريعة على غزة، والتي ذهب ضحيتها حوالي ألفين من الأرواح البريئة، غالبهم من الأطفال والنساء والشيوخ الذين لا حول لهم ولا قوة، بعد هذا يدخل قادة إسرائيل و"حماس" قاعة المفاوضات في مصر، من أجل تحقيق هدنة على الأرض، وربما من أجل نزع سلاح "حماس"، مقابل سلام دائم...

الأمر مضحك...ومبك في ذات الوقت.

إسرائيل تطلب السلام مع غزة / مع فلسطين / مع المحيط العربي، بعد أن حاصرت غزة واغتالت أطفالها ونسائها وشيوخها، وهدمت مدارسها ومساجدها ومتاحفها وآثارها، وبعد سلسلة حروب، استمرت حوالي سبعة عقود، اغتالت فيها بدعم الولايات المتحدة الأميركية والغرب، البشر والحجر، وحولت المنطقة العربية إلى ساحة رعب، بفعل الهمجية الصهيونية، التي تعادي كل الديانات، وكل الأجناس، وكل المقدسات.

يا للمهزلة السوداء في زمن الألفية الثالثة

إسرائيل تطلب تجريد فلسطين من السلاح / تطلب السلام الدائم، بعدما دكت طائرتها الحربية، مدن غزة وقراها، وبنياتها التحتية، الإدارية والصحية، وبعد أن حولتها في صمت عربي مريب / وصمت غربي فضيع، إلى ركام من الحمم النارية، وشردت شعبها، فقط لأنها طالبت بحق تقرير المصير / وقيام الدولة الفلسطينية على حدود 1967 / وعاصمتها القدس.

لا ندري، هل يعلم هولاكو إسرائيل، أن حربه الجهنمية على فلسطين، وعلى الأمة العربية، سوف لا يحصد منها في القريب القريب، والبعيد البعيد، سوى تاريخًا جديدًا للهمجية الإرهابية، التي لا يمكن لا لأجيال فلسطين الصاعدة، ولا للأجيال العربية الصاعدة نسيان ما خلفته من دمار، لا يمكن للأجيال الصاعدة أن تغفر لا لإسرائيل وقادتها، ولا لقادة العالم صمتها المريب على الإبادة الجماعية التي عرت ضمير الإنسانية، وأسقطت حرمة القانون الدولي وقدسية الدم، وكرامة الإنسان، على مدى سبعة عقود من التاريخ المعاصر، ولا يمكن للأجيال العربية السابقة ولا اللاحقة أن تنسى المسلسل الهمجي الإسرائيلي لتهويد القدس، وانتهاك حرمة المسجد الأقصى مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنيسة  القيامة مهد المسيح عليه السلام، وكل المقدسات الدينية الأخرى.

ولا يمكن للأجيال العربية السابقة أو اللاحقة أن تنسى أن فلسطين، كانت ولا تزال أرض عربية، منذ بدأ التاريخ، سكنتها القبائل الكعنانية منذ العصر الحجري وحتى اليوم، وأن الإرهاب الإسرائيلي، أراد تهويدها بقوة أسلحة الدمار الشامل.

إن الحرب العربية الإسرائيلية، تحولت خلال هذه الفترة من التاريخ إلى تراجيديا سوداء، استقطبت وتستقطب مشاعر واهتمام الأجيال العربية السابقة واللاحقة، حيث اقترفت فيها الآلة الحربية الجهنمية الإسرائيلية / الأميركية / الغربية، مئات المجازر والمذابح، التي جعلت من دولة إسرائيل، دولة إرهابية بامتياز، وبشهادة كل المنظمات الدولية، وكل المؤرخين والمثقفين المؤمنين في العالم بالحق الإنساني، للكرامة الإنسانية.

ما لا يعرفه قادة إسرائيل، أن حروبها ومذابحها ومجازرها الوحشية التي يعتبرونها إنجازات عسكرية / حضارية تشرف تاريخهم الدموي، لا تزيد عن كونها معاول تحفر قبورهم، وقبر إسرائيل في المنطقة العربية، هذه المنطقة التي لا يمكن أن تنسى أن إسرائيل دولة مزروعة بالأيادي الدموية على أراضي الأنبياء والأولياء والشرفاء من خلق الله، ولا يمكن أن تنسى أن هذه الدولة الإرهابية، لم تقم على السلام، وأنها قامت منذ يومها الأول على العداء والكراهية والعنصرية، وأن مصيرها سيكون حتمًا، رميها في حفرة التاريخ، التي هيأتها لنفسها، بأسلحتها وكراهيتها ومنظورها إلى العروبة والإسلام، وإلى المقدسات المسيحيّة.

هناك حقيقة ساطعة، تقول أنّ "إسرائيل لا يمكن أن تعيش أكثر مما عاشت، حيث أنجزت منذ حرب 1948 وحتى حرب غزة 2014 سلسلة روايات تقوم على الغطرسة والكذب والتحايل، بهدف التأثير على وعي شعبها، الذي تحول إلى شعب مريض، لا يحس بإصابته، ولا يعرف حقيقته".

لا تتعجلوا، إن إسرائيل تحفر قبرها في غزة، وهي غارقة في جهلها وغرورها.

لا تتعجلوا، إن سقوط إسرائيل المدوي آت لا ريب فيه.

أفلا تنظرون...؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نهاية إسرائيل نهاية إسرائيل



GMT 16:18 2023 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 16:33 2022 الأحد ,13 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 13:32 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 22:28 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

GMT 21:23 2019 السبت ,08 حزيران / يونيو

الثانوية الكابوسية.. الموت قلقا

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon