بقلم : خالد الإتربي
أن تكون نادي القرن لقارة أفريقيا، فهذا يحتاج إلى مجهود شاق ومستمر على مدار عقود من الزمان، وسياسة تتوارثها الأجيال؛ لتنشئ كيانًا وتحافظ على استقراره، ما لا يسمح لأي رياح أيا كانت قوتها أن تؤثر عليه، ببساطة ومن دون تعقيد، اختصرها جميع من تعاقبوا على رئاسة هذا الصرح العظيم، في أنه "نادي المبادئ".
وأثبت "الأهلي"، كثيرًا وعلى مدار تاريخه أنه نادي القيم، فـ"الأهلي" لا ينزل إلى مستوى الصغائر، ولا يسمح لنفسه للرد على كل من مر في جوار النادي، و"الأهلي" عاش كبيرًا في نظر مشجعيه، وفي نظر الإعلام، وفي نظر المنافسين أيضًا؛ ولكن هل هذا ما يحدث الآن ..!!!! لا أعتقد.
حتى وقت ليس ببعيد، كان "الأهلي" مدرسة في التعامل مع الإعلام عمومًا، وفي تعامله مع الصحافيين خصوصًا، ولا أجد حرجًا في أن أنسب التفوق في التعامل مع المنظومة الإعلامية، إلى رئيس المركز الإعلامي السابق جمال جبر الذي اكتفى مجلس محمود طاهر بتعيينه متحدثًا إعلاميًا لفريق الكرة، فقط لكونه الرجل الأول والأخير في المنظومة الإعلامية في عهد مجلس إدارة النادي "الأهلي" السابق برئاسة حسن حمدي، وكأنه أتى من زمن "غابر" ولابد من تغيير كل من عمل فيه، والحقيقة أن جبر ليس وحده صاحب الفضل على السياسة الإعلامية في النادي، وإنما كان يعمل تحت قيادة حكيمة متمثلة في حسن حمدي الذي يعلم مدى تأثير إعلام النادي على الوسط الرياضي.
وإن المتابع من الجماهير، وليس من الإعلاميين يجد الفرق واضحًا بين السياسة الإعلامية الحالية والسابقة لنادي "المبادئ"، وربما يكون مفهومًا أن تحابي رئيس النادي في أزمته مع "الزمالك" عبر عناوين مجلة النادي أو سياسة قناة "الأهلي"؛ لكن أن تهاجم زميلًا صحافيًا على موقعك الرسمي لمجرد أنه أخطأ في خبر عن قائمة الفريق المشاركة في مباراة "انبي"، فهذا الإسفاف في عينه؛ لأنها باتت "ليست منظومة وليست إعلامية" !!!!.
و"اضحك كركر" مع تخاريف "الأهرام المسائي"، هذا ليس عنوان في موقع لا يقرأه إلا أصحابه، أو في جريدة "تحت السلم" وفق التعبير المتعارف عليه في الوسط الصحافي، هذه "مصيبة" في حد ذاتها، فهذا عنوان في الصفحة الرئيسة للموقع الرسمي للنادي "الأهلي" الذي أكاد أن أجزم ألا يتعدى عدد متابعيه، عدد قراء جريدة "تحت السلم"، في حالة الاستمرار على هذه السياسة.
والكارثة الحقيقية أن ينبري رئيس "الأهلي" فيما كان لهذا المنصب من مكانة، خصوصًا من أجل أن يدخل في صدام مع أحد الزملاء الصحافيين لمجرد أنه نشر خبرًا عن مزايدة الرعاية التي فازت بها شركة "صلة" السعودية، حيث طلب خروجه من النادي، ومنعه من دخول المباريات.