بقلم ـ صفوت عبد الحليم
أحمد حسام "ميدو" اسم صنع نفسه بنفسه..وبجهده شق طريق مجده..اخلص للكرة فسطع نجمه..لكن فجأة التألق ضل عنوانه ..واعتزل قبل أوانه
لاشك في أن مسيرة اللاعب أحمد حسام ميدو تتحدث عن نفسها..فهي رحلة جيدة مليئة بالمغامرات..بدأ بالنجاحات وانتهت بالاخفاقات.
نحن الآن لسنا في مجال لسرد الحديث عن رحلة احتراف ميدو في اوروبا،،لكن من وجهي نظري ألخصها في جملة وحيدة(مراهق حافظ على نفسه وهو صغير..وشاب يدفع دمّر نفسه وهو كبير)
ميدو بدأ احترافه وهو في سن المراهقة (17 عام) بالانضمام الى جنت البلجيكي عام 2000 بعد فترة قصيرة من الصعود للفريق الاول بالزمالك ، وانتقل الى اياكس الهولندي (2001 ) الذي شهد افضل فتراته الكروية ، ومنه الى سلتافيغو الاسباني معارا (2003) ، ثم مارسيليا الفرنسي (2003 )وروما الايطالي (2004 ) الذي لم يكن موفقا معه بالمرة، ثم انضم الى توتنهام الانجليزي 2005 ومواطنيه ميدلسبره 2007 وويغان 2009 وقاده الحنين للزمالك في 2009
بعدما ذاق مرارة الفشل في اوروبا ثم عاد في 2010 الى الدوري الانجليزي عبر بوابة ويستهام على امل احياء نفسه ، لكنه فشل ، فانتقل بعد اشهر قليلة الى ناديه الاقرب لقلبه (اياكس) لكن لم يحدث جديد ، فعاد الى الزمالك في 2011 ثم في 2012 جاءت النهاية المؤلمة للاعب عمره وقتها 29 عاما ، بانضمامه لنادي بيرنلي في الدرجة الثانية بانجلترا مقابل الف جنيه سترليني اسبوعيا ؛ ووقتها لقبه الجمهور ب (أبو كرش) اشارة الى معاناته بسبب زيارة وزنه بشكل مبالغ فيه!!
ميدو المراهق (١٧ عاما) بدأ النجومية متألقا وحافظ على نفسه حتى وصل عمر النضج الكروي (٢٤ عاما)، ووقتها كان يلعب مع توتنهام الذي كان شهادة ميلاده بالدوري الانجليزي الاعظم في العالم.
وبدلا من ان يواصل التألق وهو في سن النضج ، عاد للخلف بسرعة الصاروخ مثلما صعد للمجد بسرعة الصاروخ، وبدأ رحلة الانهيار والفشل بعد التراجع في المستوى مع توتنهام.
ميدو بدلا من ان يستغل معنوياته العالية بعد النجاح في سن المراهقة ، بمواصلة التألق وهو في سن النضج ، لكن للاسف دمر مستقبله بسبب (الهَلْس) و ( النّفْسنَة)
بالنسبة ل (الهَلْس) لكن أخوض في تفاصيله كثيراً لأن الانترنت موجود لمن لم يشاهد أفعال ميدو في أوروبا.
اما (النّفْسنَة) سأكتفي فقط بذكر كلامه وتصرفاته مع "عمرو زكي" و "أبوتريكة" و "محمد صلاح" !!
ميدو "نَفْسِن" على عمرو زكي خلال الفترة التي زامله فيها مع نادي ويغان ، وكان أحد أسباب فشله معه بعد النجاح الكبير في بداية الموسم .
ميدو "نَفْسِن" كثيرا على ابو تريكة وغار من نجوميته ،وفي الفترة الماضية زادت النفسنة بسبب حديثه الدائم -اي ميدو- عن انتماء ابوتريكة للاخوان واتهامه بتهم غريبة ليست من اختصاصه -اي ميدو- حيث نصب نفسه قاضيا على مواطن مثله !!!
واذا أردت عزيزي القارئ انت تعرف الفارق بين ميدو وتريكة ، سأذكر فارقا بسيطا بينهما ، أعتقد لم ينتبه له الكثيرون ، وهو أن ميدو انتهى كروياً وعمره ٢٦ عاما ، بينما تريكة سطع نجمه وعمره ٢٦ عاما عندما انتقل من الترسانة للاهلي.
هذا الفارق دليل كافٍ ليكشف عن الفارق الشاسع بين الشخصيتين ،، " تريكة" و " ميدو"..
أما النفسنة الأكبر في حياة ميدو ، بدأت ومازالت موجودة حتى الان ، مع محمد صلاح نجمنا المصري الجميل المحترف حاليا في روما الايطالي الذي كان اهم محطات الفشل في حياة ميدو الاحترافية..
ميدو دائم الحديث بسوء من الناحية الفنية والشخصية عن "ابوصلاح" الذي تتابع الجماهير المصرية بشغف مبارياته مع اي ناد يلعب معه ، ولعل ذلك نابع من الحب (الرباني) له من الجماهير ، وهذا يعتبر اول علامات النجاح للكاريزما التي يملكها "ابوصلاح" .
عزيزي "ميدو".. تاريخك الكروي جيد ومشرف ، فحافظ عليه ، ولا تكسب عداوة الجماهير بكلام غير منطقي واراء غريبة ، رغم انك من المحللين المتميزين في كرة القدم، وعلى المستوى الشخصي استمتع بوجودك في الاستديوهات التحليلة .
أرجوك انسى أن محمد صلاح لاعب مصري مواطن ، حتى ترتاح انت نفسيا، ويرتاح الجمهور من كلامك..