توقيت القاهرة المحلي 02:14:11 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جرى إيه يا "عرايس"؟!

  مصر اليوم -

جرى إيه يا عرايس

محمد القاعود

ضحكات متقطعة (ليست شريرة)، وهمهمات فهمت من فحواها أنها سخرية من شيء ما، تعالت أصوات الأصدقاء والزملاء: بص شوف أبو عرايس بيعمل إيه .. وكاتب إيه عن الأهلي!

دفعني الفضول لمعرفة ما يتم تناقله عن هذا "العرايس" متوجسًا خيفة أن يكون ناقدًا رياضيًّا مرموقًا قد ظهر في غقلة مني أو تقصير ناجم عن عدم المتابعة، فوجدت الحديث عن فوز الأهلي على الشرطة 7 - 3  في الدوري، فوجدت أن هذا الشخص بعد بحث سريع واستقصاء أسرع لا علاقة له بالرياضة من قريب أو بعيد، ووجدته يقدم نفسه على أنه ناشط سياسي، والمنسّق السابق لحملة عمر سليمان في انتخابات الرئاسة، ومؤسس حركة "أبناء مبارك"، ورئيس للجمعية العربية للمحللين الفنيين (لا أعلم ماذا يحللون بالظبط !!) .. والغريب أن أبو العرايس صفحته الشخصية على "فيسبوك" ـ  يتابعها حوالي 54 ألف شخص منهم إعلاميون وشخصيات معروفة، كما أنه دعا إلى مذهب ديني جديد: دين "حورس"!!

الأغرب من هذا، أن "سيدنا" أبو عرايس يتم استضافته في الكثير من القنوات الفضائية، ويفتح المجال أمامه لبث سمومه، وللأسف رغم حملات السخرية منه ومن أفكاره، إلا أنه يشكل خطرًا داهمًا على محدودي الثقافة والتفكير وما أكثرهم في بلدنا، وقد نفاجأ في النهاية أن دين أبو عرايس قد انتشر، وصار له أتباع ومريدون بما أن الكثير من علامات الساعة قد بدأت في الظهور فعليًّا.

هذا "العرايس" كتب خرافات عبر حسابه الخاص على "فيس بوك" حول فوز الأهلي على الشرطة جاء نصه كالتالي:" فوز النادي الأهلي على نادي الشرطة بنتيجة 3 - 7 وعلى استاد الجيش مش صدفة، لكن رسالة من الماسونية العالمية، وبيرمز لأن الماسونية هتنتصر على الشرطة وتسقط دولة 3 - 7. النادي الأهلي بيرمز للماسونية لأن اللي أسسه الماسوني ادريس راغب، وبيسموه الشياطين الحمر رمزا للشيطان لأن الماسونيين بيقدسوا الشيطان، وبيسموه لوسيفر وبيعتبروه إلههم والتراس الاهلي بيسموا نفسهم ديفلز رمز للشيطان "ديفيل" والنادي الأهلي بترعاه شركة فودافون الماسونية، اللي شعارها الشهاب الساقط رمز الشيطان، وبتعمل اعلانات المارد الأحمر تقديسا للشيطان. باختصار النادي الأهلي بيرمز للماسونية العالمية. ونادي الشرطة بيرمز للشرطة والداخلية المصرية. والنتيجة 3 - 7 ترمز لإسقاط المؤامرة الماسونية على مصر بإسقاط الاخوان يوم 3 - 7. واختيار استاد " الجيش " للمباراة مش صدفة لكن علشان يرمز انها رسالة للجيش. يعني الرسالة من الماسونية للدولة المصرية بأنهم هيسقطوا الشرطة ويقضوا على دولة 3 - 7 اللي أسقطت الاخوان والمخطط الماسوني. ازاي عملوا النتيجة دي بيكون باستخدام ترتيبات س
رية وباستخدام السحر الأسود والجن كمان. الموضوع مش مجرد مباراة ولا نتيجة عادية، لكن رسالة ماسونية ونتيجة مباراة تم تجهيزها مسبقًا"!!

قد يتعامل البعض مع الكلام بمنطق السخرية، والبعض الأخر يعتبره مادة للتندر والتفكه، لكني أنظر إليه من زاوية مختلفة تماما .. فلم يعد لديّ شك أن هذا "العرايس" صاحب الأفكار الشاذة، ما هو إلا نموذج وتجسيد لمرحلة الاضمحلال الفكري والانهيار الأخلاقي التي نمر بها منذ سنوات ليست قصيرة، وهناك قوى خفية تدعم هذا النموذج المشوه وتحركه لينتشر ويثير الجدل، ويشتت الانتباه عن أشياء لا يراد لها أن تكون في الحسبان.

أربط بين هذا النموذج المشوه وما سبقه من نماذج ساقطة وتافهة من عينة "ريهام سعيد" مفجرة ثورة الجن والعفاريت في العصر الحديث، وما يتبع ذلك من إعلانات منتشرة بكثافة وبشكل غير منطقي عبر مختلف الشاشات ووسائل الإعلام الأخرى، حول شيوخ وشيخات يبرعون في فك الأعمال السفلية، وتقريب الحبيب وأكل الزبيب وإخضاع الجن والعفاريت، وغيرها من العبارات الرنانة التي للأسف يصدقها قطاع ليس بالهين من هذا الشعب، وكما يقول المثل الشعبي القديم "الزنّ على الودان أمرّ من السحر".

نحن جميعا مطلبون بالتصدي لهذا الـ"عرايس" وأمثاله، طالما أن ما يقوله يلقى صدى إيجابيًّا لدى البعض ، قبل أن يتحول إلى كارثة حقيقية تهدم المجتمع وتأتي به رأسًا على عقب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جرى إيه يا عرايس جرى إيه يا عرايس



GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 14:27 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تفسدوا فرحة ”الديربي“

GMT 12:40 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

خواطر التدريب والمدربين

GMT 13:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 23:17 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

١٠ نقاط من فوز الاهلي على سموحة

GMT 23:41 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

كيف قاد فايلر الاهلي للسوبر بمساعدة ميتشو ؟

GMT 06:22 2019 السبت ,07 أيلول / سبتمبر

وحيد .. هل يقلب الهرم؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 21:40 2019 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

هزة أرضية بقوة 6.5 درجات تضرب إندونيسيا

GMT 02:54 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

خبراء يكشفون عن مخاطر تناول العجين الخام قبل خبزه

GMT 23:10 2019 الجمعة ,05 إبريل / نيسان

نادي برشلونة يتحرك لضم موهبة "بالميراس"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon