صفوت عبد الحليم
قد يرى البعض (وربما الأغلبية) أن هناك عنصر المفاجأة في قيام عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية بالإهتمام بالتحاور والنقاش مع ألتراس الأهلي بعد قيامهم بالهتاف ضد قيادات الجيش والشرطة بسبب مذبحة بورسعيد التي حدثت قبل أربع سنوات.
لكنني شخصياً كنت على يقين بأن السيسي سيكون له تصرف مختلف و (ذكي) لأنه ليس من المنطقي أن يتم التصرف مع كل شي بمنظور (العنف) و (القمع) خصوصاً أن الطرف الآخر (هذه المرة) ليس (أقلّية) يمكن سحقها.
الطرف الآخر هذه المرة ليس فقط مجرد مجموعة مشجعين لكرة القدم لهم تصرفات خاطئة بكل تأكيد وتجاوزات كثير ، فهم ليسو مجرد مجموعة من الشباب الصغار، إنهم قطاع عريض من شعب مصر ، إضافة الى المتعاطفين معهم يمثل أكثر من نصفها.
هم شباب مصر ومستقبلها ، اللذين يمكن أن يكونوا تحت سيطرة الحكم الحالي للبلاد لفترة قد تستمر طويلاً ، وبلاشك أنه سيكون من المستحيل أن يشتري الحاكم كُرهْ وغَضب محكوميه في المستقبل !!
شخصياً ليس لدى أدنى شك في ذكاء ودهاء السيسي رجل المخابرات ، الذي يملك شخصية عاطفية من الدرجة الأولى ،جذبت له قطاع عريض من الشعب المصري ، مما جعله مؤهلاً لحكم مصر بحق الانتخاب .
ذكاء السيسي جاء على خلاف أتباعه من رجال الإعلام ، الذين قاموا بنصب المشانق للألتراس وجهزوا أنفسهم لعمل (هيصة) اعلامية وحفلة (ترويق) لهؤلاء الشباب ، من أجل نيل رضا الرئيس الذي جاء موقفه رائعا ليكون بمثابة (قفا) مفاجئ لهؤلاء ممن يشيعون الفتن بين الناس.
ذكاء وحكمة السيسي أنه اختار الوقت المناسب للكلام وبالطبع الأسلوب (العاطفي) لتهدأ عاصفة الشباب سريعاً جداً ، ومن وجهة نظري أن ظهور السيسي وحديثه عن امكانية جلوسه وحديثه مع شباب الألتراس بمثابة ضرب عصفورين بحجر واحد.
الأول امتصاص غضب هؤلاء الشباب، والثاني أنه -اي السيسي- كسب تعاطف من كان سيتعاطف مع الشباب إذا لحق بهم أي ضرر لو قامت الحكومة برد فعل عنيف ضدهم بالحبس أو الضرب أو الاعتقال.
السيسي قال عن الألتراس أنهم مثل أبنائه ، وبالفعل من لديه ابن من المستحيل أن يكون العنف هو الخيار الأنسب للتعامل معه ، كما أنه ليس من الصحيح التدليل المستمر ، فيجب التعامل بشئ من الحكمة والذكاء .
ماجاء في مداخلة السيسي مع عمرو أديب كان الخطوة الأولى من رئيس مصر ، وسننتظر بقية الخطوات منه لكسب حب وتعاطف كل شباب مصر .
شخصياً..أتمنى من السيسي النظر لكل الشباب على أنهم مثل أبنائه وليس فقط شباب الألتراس ، هناك شباب كثيرون في أماكن حالياً لا تناسبهم ولا تناسب حياتهم أو طموحاتهم ، هناك شباب عاطلون وفي السجون وغيرهم محبطون من المستقبل ، وووووو الخ..
أيضا أتمنى أن يستفيد من ذكاء السيسي كل من يتعامل معه بشكل مباشر وكل من يعمل في جهاز الشرطة تحديداً لأنهم (في وش المدفع) مع الشعب، وليس من الصحيح أن يكون هناك توتر في تلك العلاقة التي يجب أن يكون أساسها الاحترام المتبادل من الطرفين.
في النهاية أختتم هذا المقال بالتأكيد على أن الاهتمام بالشباب الخطوة الحقيقية لمستقبل مصر لأن (البركة في الشباب)