صفوت عبد الحليم
النادي الأهلي المصري حاليًا أمر غريب، تحول استقراره المعتاد الى فشل مريب، وأصبح رئيسه محمود طاهر لا يعرف العدو من الحبيب، والانتقادات تأتيه من البعيد والقريب، بعد أن كان الجميع في القلعة الحمراء يجمعهم حب رهيب.
بعيدًا عن تقييم عمل محمود طاهر منذ توليه الرئاسة منذ عام ونصف تقريبا، أرى بكل حيادية أنه يتعرض لحملة انتقادات واسعة منذ اليوم الأول لنجاحه في الانتخابات، وربما من قبل ان يجتازها، وهذا كان مؤشر مبكرًا على فشله مهما حاول النجاح في مهمته.
ما يحدث لرئيس الاهلي الحالي جعلني أتذكر رئيس مصر السابق محمد مرسي، فكلاهما (طاهر ومرسي) بلا هيبة حقيقية، على عكس سابقيهما حسن حمدي رئيس الأهلي، وحسني مبارك رئيس مصر.
ورغم أنني لا أملك عين الخبير السياسي، ولا أفهم شيئا في السياسة إلا أنني سأتناول المقارنة بين طاهر ومرسي من منطلق أن المصريين كانوا بعد ثورة 25 يناير خبراء في السياسة، والكل كان يتكلم فيها، قبل أن يتحول الأمر وينسى الجميع حاليا أحوال السياسة.
من وجهة نظري (التي لا قيمة لها كما يقول شلبوكا) أرى أن طاهر ومرسي فشلا ببراعة في العديد من الأمور جعلتهما يفقدان الفرصة مبكرًا على الاستمرار في المنصب الذي تواجدا فيه.
وباختصار شديد، أرى أن طاهر ومرسي لم يوفرا لنفسهما المناخ المناسب للعمل ولم يتمكنا من القضاء على بؤر الفساد من الداخل، فضلا على الفشل في الامساك بزمام الاعلام، الذي يعتبر العنصر الاول للنجاح في أي مهمة، فالإعلام يملك القدرة على أن يصنع من الناجح فاشل، ومن الفاشل ناجح.
طاهر ومرسي فشلا في القدرة على امتصاص غضب المعارضة، والتعامل مع المواقف الصعبة، أو حتى احجام هذه المعارضة والسيطرة عليها حتى لا تعيق عمله.
طاهر ومرسي لا يملكا الشخصية القيادية أو حتى الشخصية القوية المؤهلة لتولي زمام دولة مثل مصر بالنسبة لمرسي وكذلك الحال مع محمود طاهر في الأهلي الذي يعتبر دولة أيضا داخل الدولة، نظرًا لشعبيته الجارفة والمؤثرة التي تحرك مشاعر أكثر من نصف سكان مصر.
طاهر ومرسي لم يختارا الطاقم المناسب لمساعدتهما في المهمة، وتحول هؤلاء الى وسيلة اسقاط وفشل لهما بدلا من العمل لإنجاحهما.
وأكتفي بهذا القدر عن تناول أوجه الشبه بين طاهر ومرسي، وأذكركم أنني في بداية هذا المقال أشرت الى أن محمود طاهر يتعرض لانتقادات واسعة منذ اليوم الأول لنجاحه في الانتخابات، وهذا كان مؤشر مبكرًا على فشله مهما حاول النجاح في مهمته.
محمود طاهر حاول المضي قدما في تصحيح أخطاء الموسم الماضي مع فريق الكرة الذي يعتبر المسيطر الأول على أحوال النادي، وتعاقد قبل انطلاق الموسم الجاري مع صفقات مميزة كلفت الخزينة ملايين الجنيهات، واختار لهم مدرب أجنبي يملك سيرة ذاتية جيدة، ثم تعاقد مع شركة اعلانية لتسويق قميص النادي، أدرت دخلا كبيرا على ميزانيته.
هذا العمل بلا شك ممتاز لمحمود طاهر، لكن للأسف لم يتم تسويقه اعلاميا بالشكل المطلوب، فلك أن تتخيل أن هذه الخطوات كان يسبقها انتقادات واسعة من الاعلام.
بالتأكيد دولة الأهلي تعاني من مشكلات داخلية عميقة لم يتعود عليها ابنائه وجماهيره، وكانت المحصلة في النهاية الحكم القضائي ببطلان انتخاباته وحل مجلس ادارته في سابقة تاريخية، تدل على انشقاق البيت الاهلاوي من الداخل، لدرجة ان البعض شبهه بالزمالك الذي غرق لسنوات طويلة بسبب الصراع على الكرسي، وكانت النهاية انهيار تام.
دولة الأهلي تحتاج لعودة التماسك والتكاتف بين أبناء النادي، واستعادة مبادئ القلعة الحمراء، ليعود النجاح ويسترد المارد الاحمر قوته ويحصد البطولات من جديد.