عبد الفتاح أحمد
دائمَا ما ترفض الهيئات الرياضية الدولية مثل "الفيفا" واللجنة الأولمبية الدولية والاتحادات القارية إقحام السياسة في الرياضة والتأكيد على أن الرياضة منافسة شريفة داخل الملعب وليس لها علاقة بما يدور خارج الملعب.
ولم ينتبه البرلمان الإيطالي لهذا الاتجاه عندما طلب من رابطة دوري الدرجة الأولى الإيطالي المشاركة في حملة للضغط على مصر من أجل كشف المسؤولين عن قتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة.
وجاء الخبر كالصاعقة على نجم منتخبنا الوطني ونادي روما محمد صلاح صاحب الـ 23 عاًما وأحد أسباب فخر المصريين كرويًا، فاللاعب الذي ليس له أي ذنب سوى أنه يحمل الجنسية المصرية سيطلب منه أن يحمل لافته مكتوب عليها "الحقيقة من أجل رجيني" يوم مباراة فريقه روما أمام نابولي يوم 25 نيسان/أبريل الجاري على ملعب الأولمبيكو، ضمن منافسات الدوري الإيطالي "الكالتشيو".
حملة كبيرة تقودها إيطاليا بحثًا عن حق مواطن لها قُتل على أرض مصر واعتقد أنه من حقها الدفاع على مواطنيها لكن ما ذنب محمد صلاح أن يشارك في حملة ضد بلاده الهدف منها تشويه صورة مصر أمام العالم أجمع.
أيام صعبة بالتأكيد عاشها النجم الخلوق محمد صلاح ابن مركز بسيون محافظة الغربية حتى خرجت الأنباء تؤكد رغبته في الرحيل عن نادي العاصمة لأنه لن يشارك بأي حال في تشويه صورة بلاده أمام العالم.
وحسنا فعلت إدارة روما – ثالث الدوري الإيطالي - عندما طلبت من رابطة الدوري الإيطالي عدم المشاركة في الحملة ضد مصر ولن ترفع اللافتات المكتوب عليها "الحقيقة من أجل رجيني" احترامًا لنجم الفريق وهدافه – 12 هدفًا حتى الان – محمد صلاح .
وحسنا فعلت الرابطة بالموافقة على طلب روما لرفع الحرج عن لاعب ارتبط منذ انتقاله إلى إيطاليا بالجماهير مع ناديه السابق فيرونتينا والحالي روما بعد رحلة قصيرة مع تشيلسي الإنجليزي.
وفي النهاية شاء القدر أن ينقذ محمد صلاح من أزمة كبيرة وأن كانت لا تمر مرور الكرام خاصة أن جماهير إيطاليا لا تغفر للاعب رفضه المشاركة في التضامن مع مقتل ريجيني مع الضجة الإعلامية الكبيرة المصاحبة للحادثة ليس في إيطاليا فقط ولكن في معظم بلاد أوروبا وأبناء العم سام .
شاء القدر أن يفلت محمد صلاح من حمل لافته تدين بلاده في مقتل أجنبي على أرضها دون أن تتدخل مصر من قريب أو من بعيد في الدفاع وحماية لاعب منتخب وطني ومستقبل حقيقي للفراعنة في تحقيق حلم الوصول لمونديال 2018 .
شاء القدر أن لا تحمي مصر لاعبها الدولي والدفاع عنه مع العلم أن بن بسيون هو مثل وقدوة للغالبية العظمى من شباب مصر.
شاء القدر أن يقتل ريجيني في مصر ليكتب على محمد صلاح الدخول في نفق صعب، والأصعب أنه لن ينتهي بسهولة، والأقرب الرحيل عن إيطاليا في أقرب فرصة.