حسام نورالدين
كان من الطبيعي جدًا أنَّ يتفرغ فريق الكرة في النادي الأهلي لحصد بطولة الكونفيدرالية الأفريقية ليصبح أول نادٍ مصري يحقق اللقب، في وقت ينشغل فيه منافسه نادي الزمالك بالمنافسة على المركز الثاني في الدوري، والسبب في ذلك فارق السرعات الرهيب في علم الإدارة بين الجانبين، والذي ظهر جليًا من خلال عدة أحداث في غضون أيام قليلة.
وفي الوقت الذي احتفل فيه النادي الأهلي بوصوله إلى البطولة رقم 20 على صعيد الألقاب القارية، وأكد تصدره أكثر أندية العالم تتويجًا بها، نظم مؤتمر صحافي للحديث عن الإنجاز، كشف فيه أنَّ عقد مدربه الإسباني خوان كارلوس غاريدو يمتد لموسمين، وأنه لا داعي للقلق على وضعه بعد أنَّ قاد الفريق للقب السوبر المحلي والكونفيدرالية في فترة قصيرة.
وفي نفس التوقيت أصبح مجلس إدارة الزمالك يعيش حالة من القلق بسبب عدم وجود شرط جزائي في عقد مدربه البرتغالي جيمي باشيكو، ليصبح رحيله لأي مكان آخر متوقف على تلقيه عرض مغري واستقلال الطائرة ومغادرة الفريق خاصة أنه يملك عروض في قطر والصين.
وبمناسبة الطائرة، تبين الفارق الكبير بين الأهلي والزمالك؛ فرئيس الأهلي يوقع بروتوكول تعاون مع شركة مصر للطيران ويؤكد تطلعه لأن يحصل الفريق على طائرة خاصة به، وأنَّ تساهم الشركة في بناء إستاد النادي الجديد، بينما يدعو الزمالك وزير الشباب والرياضة ويقيم احتفالية كبيرة بمناسبة حصوله على أتوبيس خاص من الشركة الراعية، وإعلان في وسائل الإعلام عن مواصفات مضحكة لسائق الأتوبيس.
بغض النظر عن الفارق الرهيب بين امتلاك طائرة وامتلاك أتوبيس، يمكن القول أنه من الإيجابي أنَّ يسعى الزمالك لمواكبة العالمية، ولكن ليس كل ما هو عالمي يصلح لأن يطبق في مصر.
ولنتخيل أنَّ أتوبيس الفريق المزين بشعار النادي وداخله اللاعبين يمر في منطقة شعبية معينة، بالتأكيد سيكون عرضة للاستهداف سواء من جانب جماهير الفرق المنافسة، أو حتى من الخارجين عن القانون أو ما شابه ذلك.