بقلم حسن المستكاوي
** فاز ليستر سيتى على سندرلاند بهدفين للاشىء، وواصل طريقه نحو إنجازه التاريخى المنتظر الذى لم يحققه أبدا منذ تأسيسه عام 1884، وهو التتويج بلقب البريميرليج، أصعب وأشرس دورى.. وفى الأسابيع الأخيرة أصبحت متابعا لمباريات الفريق، وأستمتع بها بقدر الاستمتاع بمباريات برشلونة، وهذا من أوجه الجمال فى كرة القدم، أن تتنوع أساليب اللعب، وتتشكل النجوم، وتتغير السيناريوهات، والنهايات، وتعيش فى كل لحظة المفاجآت.
** يمتلك برشلونة الكرة كثيرا ويتبادلها ويتناقلها، ويدخل بها مرمى الخصم، فى استعراض للمهارات. ويسجل ليستر سيتى هدفا من ثلاث تمريرات، ويعتمد على سرعات لاعبيه. وفى الحالتين تشدك كرة القدم.. تنتظر طويلاً هدف برشلونة الذى تتوقعه. ويرضى ذلك غرورك فى صدق التوقع. ولا تتوقع هدفا من ليستر سيتى، وتراه يهاجم، ويهاجم، ويهاجم، بلا توقف وبلا هوادة، ثم يسجل، ويمتعك ذلك وتصبح له مشجعا، إعجابا بهذا الإصرار على الفوز.
** عقب مباراة سندرلاند التى أقيمت على ملعب الضوء وقف ثلاثة الآف مشجع لفريق ليستر سيتى يغنون: «سوف نفوز بالدورى.. والآن عليكم أن تصدقونا.. سنفعل». والعالم كله الذى لم يكن يصدق، أصبح ينتظر لحظة تتويج الفريق ويتمناه. فهى مكافأة الكفاح والجهاد والبداية من القاع وبأقل النفقات والإمكانات، وقد باتت قصة الفريق، وقصص نجومه معروفة ويراها كثيرون قصة من قصص كرة القدم المجنونة. وقريبا فى الأسواق سيكون هناك فيلم يروى حكاية جيمى فاردى (الملقب بالجواد الرائع) هداف الفريق برصيد 21 هدفا، والذى يُعادل رقم نجمه الأسبق جارى لينيكر المسجل عام 1985.. أما الجزائرى رياض محرز فهو هدف لأندية كبرى فى أوروبا، ويقال إن منها برشلونة..
** مدرب الفريق الإيطالى كلاوديو رانييرى أصبح هو الآخر نجما عالميا ومدربا حكيما، وهو الذى رفع شعار أوباما فى ساحات كرة القدم: «نعم نستطيع». ويخرج بعد كل مباراة ينتصر فيها فريقه والدموع فى عينيه. هو فى غاية السعادة. هو لا يصدق تلك السعادة. وقبل مباراة سندرلاند الأخيرة شاهد سيدة كبيرة فى السن ترتدى فانلة ليستر فى طريقها إلى الملعب.. ثم شاهد سيدة ثانية وسيدة ثالثة. فقال للاعبيه: يجب أن نفوز من أجل هؤلاء السيدات، ومن أجل جمهورنا، ومن أجل المدينة.. والطريف أنه حين تعاقدت شركة كينج باور التايلاندية مع رانييرى وضعت شرطا فى العقد يقضى باستمراره مع الفريق فى حالة الهبوط إلى الدرجة الثانية.
** لن يهبط.. وسيلعب ليستر فى دورى أبطال أوروبا، وسيكرر نجاحات سابقة لفرق أوروبية مثل ديبورتيفو لاكورونا، ومونبيليه، وكاليارى، وفولسبورج.. إلا أن قصة هذا الفريق باتت حديث كرة القدم العالمية، لأن أرض السباق التى يجرى عليها هى الدورى الإنجليزى.