بقلم حسن المستكاوي
** أخذت أبحث عن نتيجة منتخب مصر للخماسى الحديث فى سوريا، فهل أحرز ذهبية بطولة العالم أم ذهبية كأس العالم.. أم ذهبية بطولة ضمن بطولات الجائزة الكبرى؟
الفروق فى البطولات تساوى مسافات. وقد كانت فرحتى كبيرة حين وجدت المنتخب المصرى بطلاً لبطولة العالم والفريق مكون من عمر الجزيرى، وياسر حفنى وتقدم على الفريقين الروسى والفرنسى. وهذا إنجاز رياضى عالمى آخر يحققه رياضيون فى اللعبات الفردية، وهى غير مسبوقة فى اللعبات الفردية، ولكن تلك الإنجازات تتوه وسط «كنافة كرة القدم» والخطاب الإعلامى الرياضى، الذى يفتش عن الأزمات والمشكلات كمن يفتش كنز.
** كذلك نجح عزمى محيلبة لاعب المنتخب الوطنى للرماية فى تحقيق إنجاز عالمى فى بطولة الجائزة الكبرى بإيطاليا محققا 125/125 طبقا فى منافسات الإسكيت، علما بأن إصابة طبق واحد يمكن أن تفرق فى ترتيب عدة مراكز فى الألعاب الأوليمبية، وهى رياضة تحتاج إلى مهارات خاصة وأهمها التركيز وقوة الأعصاب.
** وكنت أشرت قبل يومين إلى إيهاب عبدالرحمن الذى أحرز المركز الأول فى رمى الرمح بالدورى الماسى فى أريجون بالولايات المتحدة، مسجلاً 87.37 متر متفوق على الكينى يوليوس ييجو (84.68) بطل العالم. والألمانى توماس روهلر.. ولم يسبق لمصر أو لرياضى مصرى أن تفوق فى رمى الرمح على المستوى العالمى، كما أن أبطالنا فى الرماية لهم إنجازات عربية وإفريقية وفى بطولات البحر الأبيض المتوسط، ولكنها ليست على المستوى العالمى الذى حققه رمزى محيلبة.. ألا يستحق هؤلاء الأبطال أن نحتفى بهم وأن نشجعهم إعلاميا وماديا وأدبيا؟ هل لو شاهدت محيلبة أو عبدالرحمن أو الجزيرى فى الشارع ستتعرف عليهم؟!
** هناك تغييرات كبيرة تطرأ على خريطة الأبطال فى الرياضة المصرية.. فاللعبات التى تشهد إنجازات لم تعد المصارعة ورفع الأثقال والملاكمة وحدها فقط، فقد دخلت الدائرة ألعاب نزالية، بجانب السباحة القصيرة والخماسى والرماية وألعاب القوى.. وهؤلاء الأبطال من إفراز غير منظم أو مخطط، فالصدفة مثلاً جعلت إيهاب عبدالرحمن لاعباً ثم بطلاً لرمى الرمح.. ولا يوجد نظام رياضى يفرز لنا العديد من الأبطال والنجوم، كما هو الحال فى كوبا أيام تفوقها فى الملاكمة أو جامايكا التى تعرف بلقب جزيرة السرعة، لما تقدمه كل فترة من أبطال لمسافات العدو القصير 100 و200 متر.. بينما بات واضحا أن أولياء الأمور والأندية المصرية هى التى تصنع لنا الخامة الأولى من الأبطال، وتجتهد اتحادات، ولكن يظل المصنع فى حاجة إلى تخطيط علمى مدروس يضمن لنا صناعة الأبطال كما هو الحال فى الجامعات الأمريكية..
** لست ضد كرة القدم، بل وأحب اللعبة، وأحب أن أشاهدها وأن أفهمها، وأن أنهل من قيمها ودروسها، ولكنى لا أحب رياضة «الكانجعور»، ولا أطيق الأزمات والمشكلات، كأن يعلن فريق منسحب من الدورى لهبوطه مثلاً أنه منسحب؟!
** التحية والتقدير لنجوم الرياضة المصرية الحقيقيين، وكل منهم يحرم نفسه من مباهج الحياة من أجل بطولته، ويقضى نصف عمره فى التدريب الشاق، فلا فهلوة ولاإعلام يصنع بطلا، وإنما العلم والتدريب يصنع البطل.. وفهم اللعبة وتحدياتها يسمح للإعلامى بتفهم قيمة بطولة وقيمة بطل، لكن كيف لمن لا يعرف (بفتح الياء) أن يعرف (بضم الياء)؟!