يقلم محمد خالد
بدأ التشاؤم ينال من آمال الجماهير المغربية في رؤية منتخبها الوطني ضمن المتواجدين في نهائيات كأس العالم بروسيا بعد التعادل المخيب الذي حققه "الأسود"، أمام الكوت الديفوار في الجولة الثانية من التصفيات الإفريقية بمراكش يوم السبت الماضي، وهو تشاؤم منطقي وله ما يبرره، على اعتبار أن ضياع نقطتين في مباراة حاسمة داخل الميدان برسم منافسات من هذا النوع، فيها متأهل واحد، لا بد وأن يكون ثمنه غاليا.
لن نتحدث هنا عمن يتحمل مسؤولية هذا التعثر، لأن الحديث قد يطول ويطول، دون الخروج بنتيجة مفيدة، صحيح كانت هناك أخطاء للمدرب، واللاعبين، لكن عموما تبقى المحصلة النهائية واحدة، هي تعادل بطعم مر، قد يكون مرادفا لغياب رابع على التوالي عن نهائيات كأس العالم.
مع تبقي أربع جولات من التصفيات سنحتاج طبعا لآلة حاسبة كما هي العادة في كل منافسة يشارك فيها المنتخب الوطني، من أجل إجراء الحسابات اللازمة الكفيلة بوضعنا في الطريق الصحيح، وهي عادة باتت ملتصقة بالجمهور المغربي، نظرا لكون "الأسود" دائما ما يختارون الطريق الصعب والشائك، ويرهنون مستقبلهم بأقدام لاعبي المنتخبات المنافسة.
بلغة الأرقام المنتخب المغربي حاليا يتوفر على نقطتين في رصيده، ويحتل الرتبة الثانية في مجموعته، بفارق نقطتين عن المتصدر الكوت ديفوار، علما أنه خاض مباراة خارج ملعبه تعادل فيها أمام الغابون وأخرى بميدانه، تحصل منها على نقطة، أو بمعنى آخر أضاع فيها نقطتين.
وبعملية حسابية بسيطة يجب على أشبال الثعلب الفرنسي رونار تحقيق الفوز في المباريات الثلاث المقبلة، داخل وخارج الميدان ليرفعوا رصيدهم إلى 11 نقطة، قبل المواجهة الحاسمة أمام المنتخب الإيفواري في الجولة الختامية، بميدان هذا الأخير.
أي تعثر للمنتخب المغربي قبل الجولة الأخيرة سيعني حتما ضياع حلم المونديال مبكرا، لهذا يجب التعامل بحذر شديد مع جميع المنافسين، وأخذهم على محمل الجد بنفس الدرجة، ودون استخفاف، مع التشديد على نقطة بالغة الأهمية، وهي ضرورة الفوز في المباراتين اللتين سيخوضهما الفريق الوطني في المغرب، لأنه بدون النقاط الست لهذين اللقاءين، فإن المعادلة لن تكتمل، وستكون نتيجة كل الحسابات التي أتعبنا أنفسنا في بسط أرقامها ومعطياتها خاطئة، والمحصلة النهائية "لا تأهل ولا هم يحزنون".