توقيت القاهرة المحلي 22:43:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"الطائرة دارتها بيهم"

  مصر اليوم -

الطائرة دارتها بيهم

يونس الخراشي

لم يكن أحدنا يظن يومًا بأن الأماكن في الطائرة مرهونة بمن يأتي أولاً، وأن من لم يحضر ساعة السفر فلن تقبل منه شكوى، غير أن هذا ما عشناه ونحن نستعد للتوجه إلى البرازيل في الخامس من أغسطس/آب الماضي، إذ عرفنا، وطائرة الخطوط الملكية تستعد للإقلاع، بأن الزميلين جمال اسطيفي ومحمد الروحلي طلب منهما أن يأتيا بعد يومين حتى يتسنى لهما الرحيل إلى ريو دي جانيرو، على أساس أن الأماكن كلها صارت مشغولة.
الزميلان اسطيفي والروحلي قالا لنا، ونحن فوق السحاب، إن صديقنا رئيس جامعة المصارعة فؤاد مسكوت، والذي كان معنا في الرحلة نفسها، دخل على الخط، فأرغى وأزبد، إلى أن تغير اقتناع من يعنيهم الأمر، ليسمح لهما بالصعود إلى الطائرة، والجلوس في مكانيهما، متسائلين عما إذا كان هذا يعني أن أحدًا ما أدى الثمن دون أن يركب الطائرة.
ظلت أسئلة كثيرة تدور في دواخلنا بهذا الشأن، وضمنها سؤال بديهي طرحناه على الزميلين، ومفاده "هل تأخرتما حتى يقع ما وقع؟"، فكان الجواب بالقطع "كلا، بل جئنا في وقت مبكر جدًا، وحين اتجهنا إلى حيث ينبغي علينا أن ننجز الإجراءات المطلوبة، كانت المفاجأة، وهذه أول مرة نعرف فيها بأن من ينجز الإجراءات أولاً يصعد إلى الطائرة، وأن التذاكر مثلما يحدث في ملعب محمد الخامس تفوق السعة الحقيقية للملعب".
الرحلة كانت طويلة جدًا، واستمرت ما يفوق تسع ساعات، ودارت فيها أحاديث كثيرة، وأنا شخصيًا جربت فيها كل تلك الجمل البرتغالية التي تعلمتها من "غوغل تراديكسيون"، وبخاصة من جهازه الناطق، ذلك أن جاري لم يكن سوى برازيلي يشتغل وكيلاً لأعمال جملة من اللاعبين، وكان رجلاً لطيفًا جدًا، كلما استيقظ من النوم إلا وبش وجهه، وفتح معي نافذة للنقاش.
قال لي جاري إنه زار المغرب ثلاث مرات، واكتشف أنه بلد جميل، وطلب مني أن أحدد له ما إذا كنت من عشاق الوداد أم الرجاء، وزاد:"لا تراوغني، قل لي الحقيقة، فهذا الأمر ليس فيه فصال"، ثم وضح لي بعض الأشياء تخص البرازيل، على أن الأهم من كل الذي دار بيننا أنني فهمت منه شيئًا يخص رحلتنا، وهو أن اللغة الثانية في البرزيل هي البرازيلية؛ أي البرتغالية، قال بالحرف:"البرازيلية هي اللغة الثانية والثالثة والرابعة"، ثم ضحك ضحكة صغيرة، وعاد إلى النوم.
ولأنني عادة لا أنام إلا لمامًا، مهما طالت الرحلات، فقد جلت في بصري مطولاً في الطائرة، حتى أتعرف إلى الركاب، وأشتغل بشيء آخر غير تلك الهلوسات التي تملأ الرأس، وتقول لك بطرق مختلفة إن هذه القطعة من الحديد التي تطير فوق السحاب قد تسقط فجأة، وينتهي كل شيء بوقع مؤلم للغاية، وحينها وجدت بأن أغلب الركاب ليسوا مغاربة، بل حتى المضيفون أيضًا، إذ بينهم أفارقة، من السنيغال على الأرجح.
وفي مطار ساو باولو، إحدى الحواضر العظمى للبرازيل، غيرنا الأماكن، وانتظرنا لمدة ساعة تقريبًا حتى ينتهي عمال النظافة من عملهم داخل الطائرة، فيما كان الفريق العامل، الذي قادنا إليها، يودعنا ليترك مكانه لفريق آخر سيواصل بنا نحو ريو دي جانيرو، ويصعد ركاب جدد سنعرف لاحقا بأنهم عائدون إلى المغرب.
وقلت لنورالدين بلحسين، أحد قيدومي المصورين المغاربة:"يبدو أنها رحلة طويلة أكثر مما توقعنا"، وقال لي ونظارتيه فوق جبينه:"المهم أننا نوجد على متن الطائرة، ولتطل الرحلة ما شاء لها أن تطول"

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطائرة دارتها بيهم الطائرة دارتها بيهم



GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 14:27 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تفسدوا فرحة ”الديربي“

GMT 12:40 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

خواطر التدريب والمدربين

GMT 13:21 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

كيف ساعدت رباعية الاهلي في كانو رينيه فايلر ؟

GMT 23:17 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

١٠ نقاط من فوز الاهلي على سموحة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon