توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تساؤلات لا بد منها

  مصر اليوم -

تساؤلات لا بد منها

بقلم : حفيظ دراجي

 كل التكهنات والتوقعات خلال الأسابيع الماضية كانت تصب في اتجاه إقصاء الملف المغربي من الترشح لاحتضان مونديال 2026 من طرف اللجنة «المستقلة» التي شكلتها الفيفا لدراسة وتقييم الملفين قبل جلسة التصويت الاربعاء المقبل، خاصة بعد المعايير الجديدة التي أقرتها الفيفا لتغليب كفة أحد الملفين، وبعد الضغوطات المباشرة وغير المباشرة التي مارستها أمريكا على الفيفا والأعضاء الفاعلين فيها وعلى الاتحادات، لتغليب الملف المشترك للثلاثي «أمريكا كندا والمكسيك» وصل الأمر إلى درجة أطلق فيها ترامب تهديدات تجاه البلدان الافريقية التي تنوي التصويت لملف المغرب!

اللجنة المستقلة للتقييم فاجأت كل المتابعين وقبلت ترشيح الملف المغربي لجلسة التصويت، ما يعني أن الشروط المطلوبة تقنيا متوفرة في نظر اللجنة ويبقى الاختيار الأخير لأعضاء مجلس الفيفا. مثلما اثار قرار الفيفا الشكوك بتشكيل «اللجنة المستقلة»، فإن قرار اللجنة التي شكلت خصيصا لإقصاء الملف المغربي في تقدير الكثير من المتابعين يثير بدوره اليوم الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام، خاصة وأنه لم يكن متوقعا ولا منتظرا حتى من جانب وسائل الاعلام المغربية والعالمية.

ترى هل كانت تكهناتنا خاطئة عندما اعتقدنا بأن لجنة التقييم أسست خصيصا لإقصاء الملف المغربي؟ وهل الملف المغربي يتوفر فعلا على الحد الأدنى من الشروط المطلوبة وكان محتواه التقني مقنعا رغم ارتفاع عدد المنتخبات المشاركة الى 48 منتخبا سنة 2026، واشتراط الفيفا توفر 16 ملعبا تتراوح سعتها بين 40 و80 ألف متفرج؟ وهل أراد الفيفا تبرئة ذمته واسكات كل الأفواه التي كانت تشكك في نواياه من خلال قبول ملف المغرب، ويريد فعلا الاحتكام الى التصويت؟ هل ضمن الفيفا والملف المشترك لأمريكا وكندا والمكسيك الـ107 أصوات للجمعية العمومية اللازمة لتغليب كفة ملف على آخر مع التسليم بأن قبول ترشيح الملف المغربي مجرد تحايل؟ وما مدى قبول أمريكا الاحتكام لقرار مجلس الفيفا على الأراضي الروسية وما قد يحمله من مغامرة لأمريكا وللفيفا في حد ذاتها؟ وهل أرادت الفيفا تمويه الرأي العام بقبول الملف المغربي؟ وهل بإمكانها أن توجه التصويت نحو أحد الملفين؟ وكيف سيكون ذلك؟ وهل فعلا دخلت الفيفا عهد الشفافية وقررت اشراك أعضاء مجلسها في اختيار منظم مونديال 2026؟ وما هي الحظوظ الفعلية للمغرب في كسب ثقة غالبية مجلس الفيفا؟ وهل سيقبل العالم بمنح شرف تنظيم المونديال لبلد عربي آخر مباشرة بعد قطر؟ ولمن سيصوت الأفارقة والعرب يوم الأربعاء خاصة وأن التصويت الالكتروني سيكشف من صوت لمن، وتهديدات ترامب بقطع المساعدات بلغت مسامع الجميع؟ وكيف سيكون تصرف «أمريكا ترامب» لو حرمت الولايات المتحدة من تنظيم المونديال للمرة الثانية على التوالي بعد حرمانها من مونديال 2022؟ وهل ستكون هذه المرة آخر فرصة للمغرب لاحتضان المونديال؟ وما هو سلاح المغاربة للحصول على أصوات غالبية أعضاء مجلس الفيفا؟ وهل ستحدث المفاجأة يوم الاربعاء المقبل؟

لا أحد يشك في أن الفيفا لا يريد دخول معركة أخرى مع أمريكا، لكن لا أحد يشك في أنها لا تريد خسارة مصداقيتها التي إهتزت في عهد بلاتر، لذلك تصعب الإجابة على كل التساؤلات المطروحة أعلاه ويصعب تصور سيناريو التصويت، مثلما يصعب تصور إخفاق جديد لأمريكا أو تصور تعثر خامس للملف المغربي. وبعد حسم المعركة الأولى التي أفضت الى تأكيد «التاسك فورس» على قدرة المغرب تقنيا على تنظيم المونديال، فان المواجهة بين المغرب وأمريكا ستحسم سياسيا وليس رياضيا ولا تقنيا، وعندها سنعرف مدى قدرة المغرب على اتقان لعبة الكواليس، ومدى قدرة بعض الدول الافريقية على الصمود أمام تهديدات ترامب بقطع المساعدات على من يصوت للملف المغربي، ونعرف أيضا مدى قدرة الأفارقة على الصمود وقدرتهم على رد الجميل للمغرب، خاصة بعدما تجاوز ترامب لغة التهديد وأمر مصالح الخارجية الأمريكية بضرورة تواصل سفراء الولايات المتحدة مباشرة مع حكومات دول العالم لإبلاغهم بقرار قطع المساعدات عن كل من يمتنع عن التصويت لصالح الملف الثلاثي الذي تقوده أمريكا. أكيد أن قلوب العرب والأفارقة وبعض الأوروبيين ستكون مع المغرب، لكن المصالح ستكون مع أمريكا، خاصة بعد إعلان عدد من البلدان الافريقية تراجعها عن دعم الملف المغربي مثل جنوب افريقيا وليبيريا ورواندا ونيجيريا في إنتظار يوم الحسم الذي سيكشف خضوع دول أخرى لتهديدات ترامب خوفا من حرمانها من المساعدات الأمريكية وتضرر قطاعها الاقتصادي والاجتماعي. ترامب أعاد ترسيخ فكرة أن العالم تحكمه بعض الدول لكن بدون صافرة ودون قواعد ولا قوانين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تساؤلات لا بد منها تساؤلات لا بد منها



GMT 14:37 2023 السبت ,03 حزيران / يونيو

مرج الفريقين يتفقان!

GMT 12:59 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 12:32 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الأبطال أمانة

GMT 12:33 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

إنه زمن الفنون

GMT 20:10 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الدرس الألماني

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon