توقيت القاهرة المحلي 22:43:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"الذهب غالي"..

  مصر اليوم -

الذهب غالي

بقلم : يونس الخراشي

الذهب ليس ترابًا. ولأجل ذلك يستوجب البحث عنه وسط التراب عملا شاقًا جدًا، وترتيبات خاصة ودقيقة. كما أن العثور عليه وسط أطنان التراب ليس هو نهاية المطاف، بل هو البداية لرحلة أخرى تنطلق تحت رعاية أهل الاختصاص، من متحققين من جودته، مرورا بمن يجيدون كيه ليبقوا على خلاصته، وصولا إلى المتفننين في نقشه وتزيينه، ليعرض سلعة غالية الثمن في الأسواق، تجذب إليها العيون.

في الوثائقيات الرائعة التي عرضتها، وما تزال، قناة "ناشيونال جيوغرافيك"، حول هذا المعدن الغالي، الذي تدور حوله الحروب الكبرى بين الناس والدول معا، يخلص المرء دائما إلى أن الذهب يمتلك سحرا خاصا للغاية، ولذلك يرتفع ثمنه باستمرار، ويعتبر مطلبا لكل دول العالم، التي لا تجد بدا من امتلاك احتياطي يجعلها في مأمن من غوائل تقلبات الموازين الاقتصادية.

الذهب الأولمبي يمتلك السحر نفسه، بل وحتى السعر نفسه أيضا، وربما أكثر. ولذلك فمن يرغبون في الحصول عليه يتعين عليهم أن يدركوا قيمته، وأنه ليس ترابا حتى يكون رهن أي كان، بل هو معدن نفيس، يستوجب الوصول إليه بحثا طويلا ومتعبا عن الكفاءات بين ملايين الناس، والتحقق من قيمتها، وصقلها من لدن أهل الاختصاص، ثم وضعها رهن إشارة من يتفننون في نقشها، حتى تكون يوم العرض الأولمبي جاذبة للعيون، ومستحقة لثمن غال جدا.

في المغرب هناك اليوم من لا يزال على اعتقاده بأن الذهب الأولمبي شيء في المتناول، ويمكن لأي كان، بقليل من التدريب، وشيء من الحظ، أن يطوق به العنق في الألعاب الأولمبية، وهو ما يجعله بالفعل رخيصا في نظر من يعنيهم الأمر، من مشرفين على الوزارة الوصية، إلى المسؤولين في الجامعات، إلى من هم دونهم في المسؤوليات، وصولا إلى الرياضي الذي غالبا ما يصطدم طموحه المشروع مع خصوم أقوياء في الأولمبياد، فيتحطم حلمه تحت قوة الواقع.

الألعاب الأولمبية، حسب المنطق الواقعي، "حرب رياضية سياسية قوية حول الميداليات الذهبية" بين القوى المشاركة في الأولمبياد. وسبورة الترتيب رهان كبير جدا بين تلك القوى، ولا يجد طريقه إليها إلا المتفوقون في كل نوع رياضي. ومن يملكون الموهبة لا يمكنهم بالضرورة الوصول إليها، بل من يملكون أشياء أخرى، ضمنها الإعداد الجيد؛ بدنيا وتقنيا ونفسيا ولوجيستيا، وأكبر مثال على ذلك العداء الأميركي ماتيو سانتروويتز، الذي قهر أقوياء سباق 1500 متر بفضل الإعداد النفسي الجيد، أكثر منه الإعداد البدني والتقني.

بكلمات أخرى. إن من يقول للمغاربة اليوم إنهم قد يفوزون في الألعاب الأولمبية المقبلة، التي ستنظم سنة 2020 في طوكيو اليابانية، بميداليات، سيبيعهم الوهم، لأن الفوز بالميداليات، والذهبية منها على وجه الخصوص، يستوجب عملا في العمق، طويل الأمد، وتحت إشراف أهل الاختصاص، وبمنطق العلم، والواقع، وإلا فلن يكون الحال إلا كما كان عليه في دورة ريو دي جانيرو.
رحم الله شوقي، وما نيل المطالب بالتمني.. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا؟
إلى اللقاء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الذهب غالي الذهب غالي



GMT 20:27 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

زوجة رجل مهم" بدون مقر أو عنوان !

GMT 01:50 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

عموتة يغادر والناصري يتحمل

GMT 01:42 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

نقطة نظام

GMT 23:00 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

لغز البدري بين الإنجازات والجماهير

GMT 04:28 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

هادي فهمي ودمار كرة اليد المصرية

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon