بقلم خالد الإتربي
حينما تطالب مسؤول بالتفكير، فبالتبعية انه لايفكر، او يقتصر دوره على المحاكاة، على طريقة " هكذا وجدنا ابائنا"، لا وجود نية للإبداع ، لارغبة في الابتكار، او تخطي الاطر التقليدية ، او قل التراثية.
حينما تطرأ ازمة في أي مجال، تنتظر كثيرا لتجد حلا جذريا او مبتكرا لها، ، يمنحك الأمل ويثبت ان هناك عقولا تفكر، وتبحث عن الأفضل، لتصطدم بواقع التشبث بالافكار القديمة، ويقتصر الامر على تغيير المسئول تلو الاخر، لكن الفكر ثابت، وكأنه معتقد ديني مثلا لايجوز تغييره، او الإقتراب منه، اتقاء لشر دخول جهنم، ولعياذ بالله، الحلول واحدة .
نعم جميعا يشعر بهذا الامر في كل المجالات ، لكني سأسلط الضوء على الرياضة، فمع ظهور ازمة بسبب الجماهير مثلا، يكون الحل منعهم، وحينما تظهر فكرة استثمارية تجدها مصطدمة بلوائح وقوانين قديمة، وقس على هذا الكثير.
خريطة كرة القدم العالمية تتغير من حولنا، بسبب اعتبارها صناعة، ونحن لازلنا نراها 20 لاعبا يركضون خلف الكرة، وحارسين يحاولان منعها من دخول شباكهما، او النظر لها وسيلة لالهاء الناس عن الازمات السياسية او الاقتصادية.
المتابع للأمور بجدية، سيصدم من تعامل المسؤولين في الدولة من عرض شركة بريزنتيشن، على الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "الكاف" بالحصول على حقوق البث التليفزيوني مقابل مليار و200 الف دولار في ال12 عام المقبلة، وحصر هذا الأمر، بالفرح اننا من الممكن ان نقضي على الهيمنة القطرية على هذه البطولات، من خلال شركة مصرية ، قادرة بالتعاون مع عدة انظمة متفقة معنا في كسر هذا الحصار، "البي ان سبورتي".
لماذا توقف التفكير عند الإخفاق في الحصول على الحقوق، لماذا لانغري شركات عالمية في الاستثمار الرياضي في مصر، والافكار كثيرة جدا لدى الشباب ، سواء مبتكرة، او محاكاة انظمة كانت لاوقات قريبة ، اقل من مصر في المستوى، لكن الفارق كان في الطموح ، واليات التنفيذ.
عزيزي المسؤول، هل تتخيل المكاسب المادية، التي ستحصل عليها الدولة، والمواطن ، والمستثمر من ضخ مليار دولار واحد، عن طريق شركات عملاقة ومتخصصة في هذا الشأن، لكن بشرط ان يتم توجيهه في الاستثمار فعلا، ولا نهدر ربع المبلغ في رواتب المستشارين و كبار القائمين على المشروع.
بالطبع ستظهر اصوات متشائمة ان المناخ غير ملائم للإستثمار، وهو امر مردود عليه، اننا نملك العديد من الامكانات التي تؤهلنا لذلك ، والا لماذا ابدت احدى الشركات في استثمار هذا المبلغ الضخم في البث الفضائي، وهو عنصر واحد من منظومة، متعددة العناصر، القادرة على جذب مئات الملايين، لكن بالإخلاص والتفكير.
يامن ترون الافكار القديمة معتقدا، يامن تراها طريقا لا يجوز الحيد عنه، يامن تستسهلها، يامن تقدسونها، ارجوكم اكفروا بها، حطموا هذه التابوهات القديمة، وارسموا لنا مستقبلا، يعلم الله اننا نستحقه.
عزيزي القارئ اعذرني لإستخدام لفظ الكفر، لكننا في الحالات المستعصية، نلجأ لكلمات صادمة لتوجيه رسالة معينة، لأننا وللأسف لا نملك الا الكلمة لمحاولة التغيير.