بقلم – خالد الإتربي
ابناء النادي، حقيقة توارثتها اجيال الاهلي، والتزم بها "معظم" لاعبيه، بالحفاظ على مبادئه، والقتال في الملعب، والالتزام خارجه، والتقيد بثوابته ونواهيه، حتى بعد الإعتزال، والإعلان انهم رهن إشارته، في حالة وصولهم لمنصب المدير الفني، دون قيد او شرط، أو التفكير في المكسب المادي، او مدة التعاقد، وسواء كان عقدا دائما او مؤقتا .
لكن التعامل مع الثوابت على انها حقائق دامغة ومؤكدة، وغير قابلة لتجاوزها، ونسيان العامل البشري وتفضيل المصلحة الشخصية، على مصلحة النادي، زج بالأهلي في فخ " الإبوة " بمنح الأمان لبعض "مدعين البنوة"، ثم تحدث المفاجأة، بخذلان الابن لأبيه ، ليقع النادي في ازمات عديدة، مثل التي تسبب فيها حسام البدري المدير الفني الجديد، بترك النادي في ولايته الثانية لتدريب الاهلي الليبي.
حقيقة لايعنيني هنا مناقشة احقية البدري في تولي المسئولية لولاية ثالثة ، أو ان وجوده كان ضد مبادئ النادي، أو يندرج تحت بند " المسامح كريم" ، لأن ماحدث قد حدث ، لكن الأهم هنا، كيف يقبل النادي نفسه ان يكون عرضة للوقوع في نفس الفخ للمرة الثانية.
في المرة الأولى والثانية لم يوقع الاهلي على عقود مع البدري ، لأنه أحد ابنائه، وحقيقة النادي لايوقع أي عقود مع ابنائه، ولايفعلها الا مع المدرب الأجنبي، لرغبة الاخير في ضمان حقوقه، وليس لمهارة الاهلي في ابرام العقود، ولأن البدري كان قد ترك النادي، دون رغبة مجلس ادارة الاهلي ، الذي وصفه في هذا التوقيت ب " الهارب " ، كان بديهيا ان يكون عقده في الولاية الثالثة، متضمنا شرطا جزائيا، بمبلغ كبير، لايستطيع معه المدير الفني مجرد التفكير في ترك المسئولية.
كان من الممكن ايضا ان يكون الشرط من جانب واحد، بمعنى انه اذا اراد المدير الفني الرحيل، فعليه دفع مليون جنيه مثلا، اما النادي بإمكانه اقالته دون قيد او شرط، حتى لايتورط في شرط جزائي كبير، يمنعه من اقالته في حالة تردي النتائج، واظن ان المتابع وغير المتابع، كان سيعرف ان البدري لن يعترض على أي شروط، ايا كانت اجحافها، لأنه كان ينتظرها، على احر من الجمر، وإلا لماذا قبل بتخفيض راتبه الى 180 الف جنيه شهريا، بأقل من ولايته السابقة مع النادي ب20 الف جنيه " معلومة مؤكدة" .
وامام كل المعطيات السابقة، كان بديهيا أسأل احد اعضاء مجلس ادارة النادي ، عن سبب عدم ربط المدير الفني بعقد وبشرط جزائي قبل العقد ايضا، فمن الوارد ان ينجح البدري مجددا مع الاهلي، ثم تغريه اندية الخليج مثلا، ونعاود الكرة من جديد، لكن الغير منطقي والمفاجئ بالنسبة لي هو رده" بأن تاريخ الاهلي يؤكد عدم توقيع أي عقود مع ابناء النادي.".
حقيقة أصبت بصدمة، وتوقفت دون رد للحظات، ثم وجهت السؤال الاخر بان حالة البدري مختلفة لانه مدرب وصفه المجلس السابق ب" الهارب" ، ليرد بأن النادي يثق في ولاء واخلاص البدري، وانه مستحيل ان يقدم على هذه الخطوة مجددا، فكانت إجابتي بديهية ايضا، بأن المجلس السابق كان يراهن على نفس الاخلاص ونفس الولاء ايضا.
اسناد المهمة للبدري، كان حلقة في مسلسل تحدي محمود طاهر ومجلس ادارته لرغبة قطاع ليس بالقليل من جماهير الأهلي، لكنه قد يكون رهانا عاصفا بالمجلس كله، في حالة تكرار البدري لواقعة رحيله، لعدم تحصين بقائه بالشرط الجزائي، الذي منعه من العودة للأهلي، وقتما كان مديرا فنيا للمنتخب الأوليمبي، لرفضه دفع 400 الف جنيه .