جلال أحمد
من الأمور التي تدخل الحزن على النفس رؤية موهبة رياضية تتعثر في الطريق بسبب الإهمال وعدم الاهتمام أو المجاملات من قبل الأجهزة الفنية، فيفقد اللاعب الموهوب مكانه لحساب لاعب آخر أقل موهبة لوجهة نظر فنية للمدرب، وربما يجتهد الأقل موهبة فيحصل على الفرصة ويتطور مستواه مع مرور الزمن والأمثلة على ذلك كثيرة ولامجال لحصرها.
ويزداد الأمر سوءاً عندما يكون التقصير من جانب اللاعب الموهوب الذي لايقدر النعمة التي أنعم الله بها عليه، ويصيبه الغرور ويعتقد انه ليس في حاجة لبذل الجهد لكي يحصل على فرصة حقيقية لاظهار امكاناته وقدراته.
وصالح جمعة لاعب الأهلي من هذه النوعية التي لاتعرف مصلحتها، وبعد أن كان انضمامه للأهلي فرصة العمر بالنسبة له لكي يصبح واحداً من كبار نجوم الكرة المصرية، ويحتل مكاناً أساسياً في صفوف المنتخب الوطني، ذهبت الأمنيات مع الريح وأصبح ظهور اللاعب لدقائق في بعض المباريات هو كل ماقدمه في موسم كامل لم يضع خلاله بصمة واضحة تجعله يقول " أنا هنا " وبالتالي طال غيابه عن الملاعب بعد أن تفرغ لحياة اللهو وأهمل واجبه الأساسي نحو نفسه ونحو ناديه والجماهير التي علقت عليه الآمال.
صالح جمعة كان اللاعب رقم واحد في منتخب الشباب الفائز ببطولة الأمم الإفريقية بالجزائر، وكان ربيع ياسين المدير الفني لهذا المنتخب يعتبره القائد والمحرك الأساسي للفريق، وقد كان وقتها جمعة عند حسن الظن، وقاد المنتخب للتتويج بالبطولة، وتوسم الجميع خيراً في هذا اللاعب وتوقعوا أن يكون لاعباً أساسياً في المنتخب الأول.
وبات على صالح جمعة أن يعيد حساباته ويراجع نفسه إذا أراد أن يجد له مكاناً أساسياً يليق بحجم موهبته، بأن يعتبر نفسه ناشئاً صغيراً ويبدأ المشوار من جديد ويبذل كل مايستطيع من جهد ويعيش حياة المحترفين الجادين ليعتلي القمة، ولينظر إلى زملائه في منتخب الشباب الذين باتوا نجوما في فرقهم وأعضاء أساسيين في المنتخب الكبير، أمثال رامي ربيعة وأحمد حسن كوكا ومحمود كهربا، ويقارن بين ماوصلوا اليه وماحققه حتى الآن، أو يستمر في حالة اللامبالاة ويعض اصابع الندم.
صالح جمعة .. لك الاختيار بين دخول عالم النجومية الذي تستحقه بموهبتك، أو التوهان في عالم النسيان.