بقلم : محمد فضل الله
الرياضة مجموعه من الممارسات على الأخلاق والقيم ومقومات النزاهه. فالرياضة هي احد المجالات المهمة التي تبعث على السمو الاخلاقي والقيم النبيله والتنافسية الشريفة العادله . فدائما ما نقول أن المهزوم يجب أن يصافح الفائز ويصفق له جماهير الفريق المهزوم .ويصافح اللاعب منافسه بعد المباراة. كل هذه السلوكيات من أجل التاكيد على فكرة وفلسفة وقيمة الرياضة .ولكن بدخولنا عصر الاحتراف والتحول المؤسسي والفكري فقد أصبحت الرياضة تعتمد على معايير ومقومات السوق والتدفقات النقدية الناتجة عن الممارسة الرياضية .تحولت معها الكثير من المعايير الأخلاقية للرياضة الى سلوكيات قد لا تتوافق في كثير من الأحيان مع فلسفة الممارسة الرياضية .
تلك السلوكيات لم تعد تتعلق فقط باللاعبين او المدربين، بل تخطت ذلك إلى أعضاء مجالس ادارات المؤسسات الرياضية والمسؤولين في تلك المؤسسات إلى أن تشبعت في عقول وافكار الجماهير .فهذا السلوك الجماهيري ما هو إلا ترجمه حقيقيه لسلوكيات المسؤولين الذين من المفترض أن يكونوا قدوة لهولاء الشباب المتحمس نحو تشجيع الرياضة - اذا ظهرت العديد من العلوم الامر الذي أدى إلى ترجمة تلك العلوم إلى العديد من النصوص في بعض اللوائح والتشريعات المنظمة للحركة الرياضية مثل ( حوكمة السلوك الانساني - البرتوكول - الاتيكيت ).
"فالبرتوكول" تنسحب فلسفته إلى فكرة كونه محصلة مجمعة من الإجراءات للعديد من الإجراءات والتقاليد وقواعد اللياقة التي يجب أن تحكم وتسود المعاملات والإتصالات والتي في الأصل تقوم على تنفيذ القواعد الدوليه العامة أو تنفيذ مبادئ العرف الدولى .اما " الاتيكيت " فينسحب إلى فكرة التهذيب الإنساني واللياقة في الحوار وتحمل الفرد مسؤولية التعامل بصورة قائمة على الاحترام مع الآخرين حيث يتضمن " الاتيكيت " عناصر عديده ترتبط بالملابس والتعامل الرسمي والبساطة . فالرياضة ترتبط بالعديد من المقومات ذات العلاقة بالبروتوكول والاتيكيت لما تشمله الرياضة على احداث كثيرة مثل مراسم استقبال الوفود ، تسليم الجوائز ، اجتماعات مجلس ادارة المؤسسات الرياضية الرسمية ، نظم الجلوس فى مقاعد الملاعب أثناء الاحداث الرياضية ، طريقة المصافحه ، طبيعة الملابس لكل مناسبة رياضية ، ترتيب الجلوس وفقا لطبيعة المنصب الرياضي الذي يتحرك بين الوطني والقاري والدولي ،طريقة المخاطبه ،نظم القاء الكلمات الافتتاحية ،اساليب الشكر والتقدير ،تبادل التعارف بين الوفود.
فكل هذه المقومات والمعايير تمثل احد الادوار الرئيسة لوزارة الرياضة واللجنة الأولمبية المصريه التي يجب أن يعملا على تعزيزها من خلال الدورات التدريبيه للعاملين في تلك المؤسسات .مع عقد تلك الدورات مع الأندية والاتحادات الرياضية لأعضاء مجالس ادارات تلك المؤسسات الرياضية .من أجل ترسيخ مبادئ تلك العلوم والتقاليد والاعراف الرياضية التي تبعث روح القيم والأخلاق والاحترام .كما أن تلك العلوم يجب أن تكون فصولا تدرس في المدارس والجامعات حتى يشب هؤلاء الطلاب على قيم التعامل الاخلاقي مع الآخرين . فهذا الأمر من الممكن أن يكون منصوصا عليه في اللوائح ذات الارتباط بالمنظمات الرياضية تحت مسمى باب " حوكمة السلوك ". فالتشربع لهذا الأمر مسؤلية وزارة الرياضة نضمن وجود سقف للتعامل المهذب لايجوز تخطيه في ملاعبنا واحداثنا الرياضية .الامر الذي يجعلنا على دراية كاملة بكيفية التعامل الرياضي القائم على مبادئ وفنون وقواعد البرتوكول والاتيكيت في المحافل الرياضية.