توقيت القاهرة المحلي 12:38:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوداد واستراحة المحاربين

  مصر اليوم -

الوداد واستراحة المحاربين

بدر الدين الإدريسي
بقلم: بدر الدين الإدريسي

ربما أدرك من كانوا يكابرون ويزايدون على الحسين عموتة، بل ويشككون في نزاهته الفكرية وهو يقر بحقيقة أن الوداد البيضاوي بلغ قمة الهرم الكروي الأفريقي بتتويجه بلقب عصبة الأبطال وهو من تشكو ترسانته البشرية من عجز كبير، أدركوا أنه لم يكن يسوق وهما ولم يكن يخدع نفسه ومحيطه ولم يكن يغطي على ما هو موجود أصلا من ثغرات.

وربما أدرك البعض والوداد البيضاوي يعيش حالة من الجفاف الرقمي مباشرة بعد فوزه الأنطولوجي على الأهلي المصري، أن الفرسان الحمر بحاجة لفسحة زمنية، يأخذون خلالها نفسهم ويعبؤون معها مخزونهم البدني، ويزيلون ما علق بذهنياتهم من ضغوط نتيجة لتلاحق المباريات ذات الطبيعة الأفريقية.

لذلك لا يمكن البتة أن نعتد بالاحتباس الذي يضرب الوداد البيضاوي منذ مباراته أمام الأهلي، حيث استعصى عليه تحقيق الفوز في آخر ثلاث مباريات له عن البطولة الاحترافية، بعد أن خسر المباراة الأولى أمام الفتح الرباطي بثلاثة أهداف لهدف، لا يمكن أن يصاب الوداديون بالجنون من هول الاستعصاء الذي يضرب فريقهم، وهو الذي لم يحقق الفوز في أربع مباريات له بالبطولة الاحترافية، فلذلك مبررات موضوعية فنية ونفسية لابد من وضعها في الاعتبار.

قد يكون ما يحصل للاعبي الوداد، هو تأخر في العودة لأرض الواقع بعد أسابيع قضوها في سماءات أفريقية لها تلويناتها الخاصة، وقد يكون إصابة بالثخمة، إلا أن الحقيقة المطلقة التي لا يجب حجبها، هي أن الوداد البيضاوي بات بحاجة إلى ثورة على مستوى الترسانة البشرية اعتبارا من الميركاتو الشتوي المقبل، لطالما أن نظام المداورة الذي اضطر إليه الحسين عموتا لتصريف مباريات البطولة الاحترافية الرسمية وحتى المؤجلة، فضح هشاشة الرصيد البشري بل وقصوره عن الاضطلاع بالمهام.

وباستحضار الموعد الكروي الكبير الذي ينتظر الوداد شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل، والمتمثل في كأس العالم للأندية بالإمارات العربية المتحدة، فإن هناك حاجة ماسة لأن يتعامل عموتة بذكاء مع رصيده البشري المبثور، لإنجاح الرهان المونديالي لطالما أن الوداد سيكون مجبرا على مواجهة باتشوكا المكسيكي بذات المجموعة التي أنجزت المهمة الأفريقية. وسيكون إذا من الضروري أن تتحرك إدارة الوداد على أكثر من صعيد خلال نهاية السنة، لتتدارك النقص الكبير الذي تشكو منه التركيبة البشرية، بخاصة وأن الانتدابات الصيفية أخفقت في التغطية على الفراغ الذي تركه رحيل الأجانب الثلاثة (فابريس أونداما، ويليام جيبور ومرتضى فال)، كما لم يكن ممكنا جلب لاعبين محليين بالمواصفات الفنية والتكتيكية التي يحتاجها الوداد الموزع بين الكثير من الجبهات الكروية والتي توجد اختلافات بنيوية في ما بينها، فلا يمكن أن نحجب عن الأعين حقيقة أن الوداد البيضاوي كان الموسم الماضي بخلاف الموسم الحالي، موفقا لأبعد الحدود في جلب لاعبين أثروا الرصيد البشري بل وباتوا حلقات أساسية في منظومة اللعب من أمثال أشرف بنشرقي ومحمد أوناجم وويليام جيبور، حتى لا أسرد المزيد من الأمثلة الدالة على هول الفارق.

لا يجب أن يخامر جماهير الوداد الشك، في أن الجفاف الرقمي الذي يعيشه الفريق هو حالة عابرة، ستنتهي بانتهاء المسببات وبعلاج ما ظهر من اختلالات، المهم هو أن لا تتزعزع الثقة في القدرات

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوداد واستراحة المحاربين الوداد واستراحة المحاربين



GMT 09:52 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

صدق الحضري

GMT 11:09 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

جيل لن يخذلنا

GMT 11:21 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياضة للمتعة والترويح .. فلا للتعصب

GMT 10:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

هل يعود المعلم ؟ نتمنى أن يكون صالحاً وصادقاً

GMT 11:20 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

صور روسيا 2018

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:32 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة "لأ ثواني"
  مصر اليوم - بسمة بوسيل تشوّق جمهورها لأغنيتها الجديدة لأ ثواني

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon