بقلم : محمد الشيخ
قبل أيام خرج الدكتور حافظ المدلج فضائيًا ليقول: "الأمير عبدالله بن مساعد حريص على أن يسيطر على كل شيء، فبعد أن سيطر على رابطة المحترفين بنسبة 100 % هو حريص اليوم على أن يسيطر على اتحاد الكرة". ثم يضيف ناصحًا نصيحة المحب كما يزعم: "نصيحتي لا تكبر اللقمة تغص، لأنك لن تستطيع السيطرة على كل هذه الأمور وأنت رجل واحد".
لعلي لا أحتاج أن أُذّكر قبل الولوج في ثنايا نصيحة المدلج أنه كان حتى وقت قريب يجمع بين عضوية الاتحاد السعودي لكرة القدم، ورئاسة لجنة التسويق والمالية في رابطة دوري المحترفين "الهيئة" سابقًا، وعضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الآسيوي، ورئاسة لجنة التسويق فيه، عدا عن وظيفته الرئيسية كمحاضر جامعي وجملة لجان يعمل بها هناك وهنا قبل أن تأخذه أحلامه لرئاسة الاتحاد الآسيوي تحت شعار "حافظ على آسيا".
الآن.. لنسلم جدلاً أن عبدالله بن مساعد ابتلع الرابطة كما ذكر المدلج في موقفه الانقلابي الواضح على صديقه ياسر المسحل، ولنسأل أنفسنا: كيف هو وضع الرابطة اليوم، وكيف كان وضعها حينما كان يقبض على مفاصلها حافظ نفسه وصديقه محمد النويصر منذ تأسست في العام 2008 لتتضح الصورة وتبين معالمها؟.
يكفي التذكير فقط بأن الرابطة التي كان يديرها تنفيذيًا النويصر، ويمسك بمفاتيح خزنتها المدلج لم تجتمع في الأندية التي تمثل عضوية مجلس إدارتها على الرغم من كل المحاولات التي بذلها ممثلوها آنذاك، وظل التعامل معها وكأنها ثكنة عسكرية غير مسموح الاقتراب منها، بل إن الأندية كانت تطالب بحقها الشرعي في إيرادات الرابطة وترفع الصوت في مطالبها من عقد شركة "زين" للدوري، في وقت كان يخرج عليها المدلج بدم بارد ليقول: شركة "زين" ترعى الدوري ولا ترعى الأندية، لتخسر الأندية طوال تلك الأعوام أحد أهم إيراداتها إن لم يكن الأهم عند بعضها.
بعد رحيل الأمير نواف بن فيصل ارتقى النويصر قمة جبل الرابطة فبات حاكمها الأول كرئيس لها، ومنذ تلك اللحظة وهي مع الأندية المادة الإعلامية الأدسم بسبب الخلافات المالية، وما وصفوه بالتجاهل المتعمد من النويصر لأعضاء الرابطة، وهم ممثلو الأندية الذين لم يجتمع بهم طوال عامين كاملين، ليتطور الموقف حتى كاد أن يصل لدعاوى قضائية وشكاوى لدى "الفيفا".
لم يكن مفاجئًا وسط ذلك التوتر أن تقول الأندية كلمتها فتسوق النويصر للرحيل قسرًا وتختار بالإجماع المسحل رئيسًا بعد أن كان مديرًا تنفيذيًا لها وكل مهمته تفكيك العقد التي يصنعها النويصر، وليس خافيًا أن ياسر بما يملك من كفاءة وثقة من الأندية كان يحمل في المقابل ثقة عبدالله بن مساعد ودعمه ليحوِّل بكل ذلك وفي أقل من عام الرابطة إلى أنجح منظومة عمل في كرة القدم السعودية في ظل استقرار إداري وتنامٍ مالي وانسجام تام مع الأندية.