توقيت القاهرة المحلي 21:14:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"كلشي باين"

  مصر اليوم -

كلشي باين

بقلم - يونس الخراشي

كأس العالم لكرة القدم أشبه بمعرض دولي كبير. ينبغي أن تحضره حتى حين يغيب المنتخب الوطني عن منافساته. أكثر من ذلك، يجب أن تخرج منه بمكاسب تهم الاقتصاد الوطني، حتى وإن خسرت فيه على المستوى الرياضي. وإن أمكنك أن تنجح في الشقين معا، لا يمكن للمرء إلا أن يكون مسرورا جدا.
فما الذي ربحناه نحن من مونديال روسيا؟
لا أظن، شخصيا، أننا ربحنا اقتصاديا الكثير. فالمعنيون في الحكومة، والقطاعات ذات الصلة، لم يهيئوا للحضور إلى موسكو كي يسوقوا صورة المغرب، ويجنوا المكاسب الكبيرة من هذا المعرض العالمي الضخم. أما على المستوى الرياضي فتعرفون جيدا كل ما وقع، وكيف وقع.
لقد ترشح المغرب لاحتضان مونديال 2026، وخسر الرهان. ويبدو أن من يعنيهم الأمر لم ينتبهوا جيدا إلى أن سبب الخسارة ليس فقط هو وجود قوى سياسية وقفت ضد الطموح المغربي، بل هو النقائص التي أشارت إليها لجنة تاسك فورص، وتهم وسائل النقل، والبنيات التحتية الرياضية، والمرافق السياحية.
هذا كله لا يدخل ضمن اختصاصات جامعة الكرة. بل في اختصاص الحكومة بالأساس. ومع الأسف، فقد كان مفروضا فيها أن تبتعث من يمثلونها إلى موسكو، والمدن المحتضنة للمونديال، كي يستفيدوا من الخبرات، ويتعرفوا على المميزات التي أسهمت في كسب الروس لرهانهم. ومن ثم، يصححوا أعطاب الملف المغربي المرشح، مرة أخرى، لاحتضان كأس العالم.
اختصاصات جامعة الكرة واضحة. أو لنقل إنها واضحة بالنسبة إلينا. فهي مطالبة بتنمية اللعبة جهويا ومركزيا، ورعاية المنتخبات الوطنية. وهو ما لم تنجزه إلا في بعض مناحيه. وها قد تكسر على ظهرها حلم العبور إلى الدور الثاني لكأس العالم. ولم تفد، هي الأخرى، أطرها وإدارييها، ورجال الظل فيها، من كأس العالم.
في كل أربع سنوات تستضيف دولة معينة الحدث الكروي الأبرز. ويحدث أن ينشغل الناس في العالم بالمباريات. غير أن المنظمين ينشغلون بالمباريات بعض الوقت، ويهتمون بما دونها كل الوقت. فالجماهير تنتهي من المباريات في تسعين دقيقة أو يزيد. وقبلها وبعدها يحتاجون من يرعاهم، ويمهد لهم الطرقات، ويهيء لهم أجواء المتعة والراحة.
ما سبق يحتاج بنيات ورجالا. ولكي يتوفر لديك هذان العنصران، تحتاج إلى خبرات. ولا يمكن كسب الخبرات بعيدا عن مكانها الطبيعي، وهو محفل كأس العالم. وحين تغيب في اللحظة المناسبة، تكون ارتكبت الخطأ القاتل. فالخبرات ثمينة جدا. وغيابها يعني أن الثمن أفدح. فهامش الخطأ في هذه الحالة يصبح كبيرا وواسعا.
نحتاج في بلادنا إلى رؤية أشمل للرياضة، وبخاصة كرة القدم. فعندما يعتقد المعنيون بتدبير الشأن العام أن الكرة هي فقط يوم المباراة، وأمن المباراة، ومدرجات الملعب قبل وبعد المواجهات، فانتظر الكارثة. وما وقع للملف المغربي لاحتضان مونديال 2026 يتعين قراءته من هذه الزاوية. فمن الجيد جدا أن يكون الشعب عاشقا للعبة، ولكن الأكثر أهمية أن نطور هذا العشق ببنيات وعقليات تجعل الناس يرتاحون لمتاعبة المباريات. بمواصلات جيدة، تحملهم إلى ملاعب تتضمن مرافق جيدة، ووسائل اتصال جيدة. وغيرها.
هل يحتاج ما سبق إلى شرح مستفيض؟ لا أظن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلشي باين كلشي باين



GMT 09:52 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

صدق الحضري

GMT 11:09 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

جيل لن يخذلنا

GMT 11:21 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياضة للمتعة والترويح .. فلا للتعصب

GMT 10:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

هل يعود المعلم ؟ نتمنى أن يكون صالحاً وصادقاً

GMT 11:20 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

صور روسيا 2018

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 12:13 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

معوقات تمويل الصناعات الصغيرة والمتوسطة

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 04:09 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

تخفيضات تصل إلى 50% في أحد المتاجر الكبيرة في 6 أكتوبر

GMT 05:21 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

الكشف عن مسببات جديدة تعزز من النوبات القلبية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon